قتل ما لا يقل عن 30 شخصا معظمهم من العمال وعائلاتهم في انهيار مبنى قيد الانشاء عند اطراف بومباي بغرب الهند، حسب ما اعلنت الشرطة الجمعة، الا انه تم انتشال 50 شخصا على قيد الحياة بينهم طفلان. وانهار المبنى غير الحاصل على ترخيص والمؤلف من سبعة طوابق تماما مساء الاحد ليتحول الى كومة من الحديد والقطع الاسمنية ارتفاعها نحو ثمانية امتار ما جعل من الصعب على رجال الانقاذ والسكان البحث فيها عن احياء. واستمرت جهود الانقاذ خلال الليل حيث قام رجال الانقاذ مستخدمين الات قص الحديد للوصول الى الضحايا الذين تم نقلهم على نقالات بدائية، بينما ظهرت اطراف بشرية من خلال الركام. وفيما كان عمال الاغاثة يبحثون في الركام عن ناجين امام حشد كبير من الناس، تم انتشال طفلين احياء وسط صيحات "الله اكبر" وصيحات الابتهاج والتصفيق، بحسب ما افاد مصور لوكالة فرانس برس في الموقع. وقال سانديب مالوي المتحدث باسم بلدين ثاني على بعد 35 كلم من وسط بومباي حيث يقع المبنى المنهار لوكالة فرانس برس "قتل 30 شخصا واصيب 55 على الاقل". وذكرت الشرطة ان من بين القتلى سبع نساء وتسعة اطفال على الاقل. وقال رئيس الشرطة في المنطقة ك.ب راغونفانشي انه تم تسجيل قضية اهمال ضد المقاولين. واضاف "نحن نبحث حاليا عن مقاولين اثنين". ومعظم الضحايا عمال قدموا الى بومباي بحثا عن عمل في قطاع البناء. ويتقاضى هؤلاء العمال الهنود عموما اجرا زهيدا لا يتعدى بضع مئات الروبيات (اقل من 10 يورو) في اليوم. وغالبا ما يصطحبون زوجاتهم واطفالهم للاقامة معهم في موقع الورشة الى حين انجاز المشروع، فيعيشون احيانا تحت شوادر بدون اي تجهيزات صحية. كما يعيش في المبنى اشخاص اشتروا شققا فيه ومن بينهم التلميذة حسينة شيخ وعائلتها التي تعيش في الطابق الخامس. وقالت حسينة "كنت قد عدت لتوي من المدرسة وكنت ابدل ملابسي عندما بدأ المبنى يهتز ثم انهار. وعندما استعدت الوعي في وقت لاحق كنت في المستشفى"، بحسب صحيفة "دي ان ايه" واضافت انها لا تعرف مكان وجود اقاربها. وشهد محمد انور (36 عاما) الحادث بينما كان والد زوجته النجار يعمل داخل المبنى. وقال "رايت المبنى ينهار باكمله". وذكرت الادارة المدنية المحلية انها تحقق في الحادث وستتحقق من المباني الجديدة التي تشيد في المنطقة التي تسكنها عائلات من الطبقة المتوسطة. واعلنت الادارة المدنية المحلية انها تحقق في الحادث وتعتزم الكشف على المباني التي شيدت مؤخرا في الحي حيث غالبية السكان من الطبقة الوسطى. وقال سانديب مالوي المتحدث باسم بلدين ثاني لوكالة فرانس برس ان "المبنى كان ورشة بناء بدون اذن. سنحقق في المسالة ونرفع تقريرا". وذكرت صحيفة هندوستان تايمز ان المبنى شيد في اقل من اربعة اشهر باستخدام مواد رديئة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول الخلية المحلية لادارة الكوارث "كان انهيار المبنى محتوما نظرا الى النوعية المتدنية للمواد التي استخدمتها شركة البناء". وتتكرر حوادث انهيار المباني في الهند حيث ترافق النمو الاقتصادي مع تشييد العديد من المباني العالية بدون الالتزام بالمعايير المطبقة واحيانا بدون الحصول على اذن. ففي شباط/فبراير انهار جسر اثناء بنائه في مطار بومباي الرئيسي ما ادى الى مقتل ثلاةث اشخاص واصابة سبعة اخرين. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2010 قتل 69 شخصا واصيب اكثر من 80 بجروح في انهيار مبنى قيد الانشاء في نيودلهي.