بيروت (رويترز) - قالت الحكومة السورية وناشطون بالمعارضة يوم الاثنين إن أعمال السرقة والقصف ألحقت أضرارا بمعبد يهودي عمره 2000 عام في دمشق يعد واحدا من أقدم المعابد في العالم. وأصبحت الاثار التاريخية السورية من ضحايا الحرب الأهلية التي حصدت أرواح أكثر من 70 ألف شخص. وتحولت أجزاء من سوق حلب التي تعود إلى العصور الوسطى إلى أنقاض وأصبح كثير من الأسواق القديمة والمساجد والكنائس التاريخية في انحاء البلاد مهددا بالدمار. وقال مأمون عبد الكريم مدير عام الآثار والمتاحف السورية إن الاضرار طفيفة حتى الآن في معبد جوبر الذي شيد تكريما للنبي إلياس. وقال عبد الكريم لرويترز عبر الهاتف إن مسؤولي الطائفة اليهودية المحليين يقولون إن حرمة المكان قد انتهكت وحدثت أعمال نهب لكنه أضاف أنه لا يستطيع تأكيد طبيعة أعمال السرقة دون إجراء تحقيق. وقال إن مسؤولي الطائفة حاولوا قبل نحو أربعة شهور الذهاب إلى هناك وتم منعهم من الدخول بسبب وجود مقاتلين. وتابع أن السلطات تعتقد أن اللصوص سرقوا في الأغلب ثريات ذهبية وأيقونات عمرها من 70 إلى 100 عام. لكن عبد الكريم قال إنه يشكك في سرقة آلاف المخطوطات التي لا تقدر بثمن من المعبد حيث أن معظمها بما فيها كتب التوراة المحفوظة في خزانات من الفضة نقلت بالفعل إلى المعبد الواقع في مدينة دمشق القديمة وهو أحد المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الاممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو). ويقع معبد جوبر في حي جوبر المدمر على أطراف دمشق والذي عاشت فيه طائفة يهودية كبيرة لمئات السنين حتى اوائل القرن التاسع عشر. وبدأ مقاتلو المعارضة الذين يسعون للاطاحة بالرئيس بشار الأسد التحرك إلى جوبر في يوليو تموز الماضي وتتعرض المنطقة منذ ذلك الحين لقصف عنيف بالطائرات والمدفعية. وتلقي الجماعات الموالية للأسد باللوم على مقاتلي المعارضة في الأضرار التي لحقت بآثار سوريا في حين تحمل المعارضة الحكومة المسؤولية عن ذلك. وأظهرت لقطات مصورة الجانبين وهما يدمران قلاعا وأضرحة قديمة بالقصف والقتال والتفجيرات. وقال ناشط بالمعارضة يعيش في المنطقة يدعى محمد الشامي "تعرضت جوبر للقصف على يد قوات الأسد على مدى أكثر من 60 يوما ... لم يسلم مبنى من القصف في جوبر سواء كان مقدسا أم لا." وأضاف متحدثا عبر خدمة سكايب على الانترنت "لكن لحسن الحظ قام المجلس المحلي في جوبر بنقل كثير من التحف من المعبد ويتم تخزينها حاليا من أجل سلامتها." وقال عبد الكريم إن المواقع اليهودية الأخرى لم يلحق بها أي أضرار وهي تحت سيطرة الحكومة. وأضاف أن السلطات تتعامل مع هذه المعابد اليهودية على أساس قيمتها الأثرية مثلما يتم التعامل مع أي مسجد أو كنيسة. وقال عبد الكريم إن اليهود الذين لا يزالون يعيشون في دمشق يخزنون التحف اليهودية في معبد بالحي اليهودي في المدينة القديمة يعود إلى العصر العثماني ولا تزال الطائفة اليهودية الصغيرة في سوريا تصلي فيه. وقال نشطاء إن ستة قذائف مورتر على الأقل أصابت المعبد لكن الأضرار التي نجمت عن ذلك طفيفة.