تتجه حركة حماس لانهاء فصل طويل من انتخاباتها الداخلية باختيارها في اجتماع لمكاتبها السياسية الفرعية وقيادة مجلس الشورى العام في القاهرة مساء الاثنين رئيسا للحركة فيما يتحدث مسؤولون عن توجه للتجديد لخالد مشعل لاربع سنوات جديدة. وقال مسؤول كبير في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) يشارك في اجتماع القاهرة ان "اعضاء المكتب السياسي في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة والخارج وبينهم قيادة مجلس الشورى العام يجتمعون مساء اليوم لحسم مسالة اختيار رئيس المكتب السياسي للحركة". وتابع "بعد دراسة الحالة الفلسطينية والاوضاع العربية في ظل الثورات العربية والحالة الدولية اصبح لدى قيادة الحركة قرار بالتجديد لمشعل لاربع سنوات للمرة الاخيرة"، لكنه استدرك قائلا "الانتخابات تجري بطريقة ديموقراطية كاملة وقد تكون (هناك) مفاجأت اللحظة الاخيرة مثل ان يتم ترشيح نائبه موسى ابو مرزوق". والاعضاء الذين يشكلون الاطار القيادي الاعلى ويحق لهم انتخاب رئيس المكتب السياسي ومكتبه التنفيذي هم اعضاء المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة الذي يراسه اسماعيل هنية ويضم 15 عضوا، والمكتب السياسي في الضفة الغربية ويضم ايضا 15 عضوا والمكتب السياسي في الخارج ويضم اقل من 15 عضوا وفق مصادر في الحركة. وتبدأ عملية الانتخاب بترشيح ذاتي او من قبل اعضاء في الاطار القيادي ويتم التصويت المباشر في اجتماع غير علني حال ترشيح اكثر من شخص ويتم اعلان الفوز لمن يحصل على الاغلبية. وبحسب قيادي شارك في تاسيس الحركة فان الانتخابات تجري وفق "لائحة داخلية محددة وتشرف على العملية لجنتان قضائية ورقابية وجميع اعضائها من الخبراء والمختصين والاخوة الموثوق بنزاهتهم وقدراتهم". واوضح هذا القيادي الذي فضل عدم ذكر اسمه ان النتيجة الرسمية ستعلن "مساء اليوم او على ابعد تقدير غدا (الثلاثاء) في بيان رسمي او مؤتمر صحفي". ويؤكد عضو مكتب سياسي في حماس طلب عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس "ان العملية الانتخابية تتم بسرية تامة على الرغم من انه بات معروفا انه سيتم التجديد لمشعل بالتزكية". وراى قيادي في الحركة في غزة ان التغيرات التي تشهدها المنطقة العربية "تدفع الحركة لاختيار مشعل لميزاته المتقدمة فهو اعطى الحركة وجها وطنيا وتجاوز الحزبية ولديه علاقات واسعة جدا في العالم العربي والاسلامي وعلاقات دولية جيدة وقدرة كبيرة للتحرك ضمن التوازنات السياسية العربية والدولية عدا عن وعيه السياسي العميق بالمنطقة وقبوله من كافة الفئات داخل الحركة". ويبدو ان مشعل هو الاكثر قبولا محليا وعربيا، ويقول القيادي نفسه ان مشعل "مقبول لدى الرئيس محمود عباس وفتح والفصائل المختلفة كذلك هناك ميول لدى زعماء عرب لمشعل خصوصا انه منفتح على ملوك ورؤساء واحزاب في العالم". واشار مصدر مطلع على الاجتماعات في القاهرة الى ان "الاطار القيادي للمكاتب السياسية وقيادة الشورى العام في حالة انعقاد منذ امس (الاحد) لدراسة المصالحة والعلاقات الثنائية الاخوية مع مصر والوضع الاقليمي اضافة للاوضاع الداخلية للحركة لاغلاق ملف الانتخابات التي طال انتظارها". وبين انه "من حق الناس ان تعرف ماذا يجري في الحركة ومن هو الرئيس على الرغم من ان رئيس المكتب السياسي منصب تكليفي يستوجب القيام بمسؤوليات وواجبات تمليها مجالس الحركة"، منتقدا الاستمرار في سرية العملية الانتخابية للحركة لان حماس "باتت حركة ذات تأثير كبير ولاعب رئيس بالمنطقة". وذكر المسؤول الكبير الذي يشارك في اجتماعات القاهرة "سيجري ايضا اختيار اعضاء اللجنة التنفيذية التي تساعد رئيس المكتب السياسي في العمل". واضاف ان "ابو مرزوق يبدو المنافس الوحيد ما لم تحدث مفاجآت لمشعل، لكن تم التوافق بعدم ترشيح نفسه او اخرين مراعاة للواقع العربي والدولي والوطني" وتابع "بعض الدول العربية التي تحظى بعلاقة ممتازة مع حماس عبر علاقتها مع مشعل تميل لاختيار مشعل كونه شخصية مقبولة حمساويا وفلسطينيا وعربيا وعالميا ولديه سهولة التحرك الخارجي". واشار الى ان اختيار مشعل "سيرفع الحرج عن مصر، لان اختيار ابو مرزوق سيضع مصر الاخوان في حرج في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة جدا (كون ابو مروزوق يقيم في مصر)، ونحن نريد ان يبقى الاخ ابو مرزوق في مصر لما له من اهمية". وسيبقى مشعل في مقره المؤقت في العاصمة القطرية الدوحة وفقا لمسؤولين في حماس. وقال قيادي في الحركة ان حماس "معنية بفتح قنوات رسمية للاتصال مع العالم خصوصا الدول الاوروبية وهذا امر ممكن ان يحققه مشعل (الذي يقيم) علاقات مميزة مع قيادة الاخوان المسلمين بعد تولي الاخوان المسلمين الحكم في مصر ودول اخرى".