موسكو (رويترز) - أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببدء تدريبات عسكرية واسعة النطاق في البحر الأسود يوم الخميس في استعراض للقوة الروسية أمام أوروبا والشرق الأوسط وهي خطوة قد تغضب جيرانه. وأشار مسؤولون إلى أن الهدف من التدريبات المفاجئة هو اختبار سرعة رد فعل القوات الروسية واستعدادها القتالي إلا أن الأمر استهدف أيضا على ما يبدو توجيه إشارة للغرب بأن روسيا لديها وجود مهم في المنطقة. وقال المتحدث الرسمي باسم بوتين ديمتري بيسكوف للصحفيين إن بوتين اصدر الأمر ليل الاربعاء لدى عودته من قمة مجموعة بريكس للاقتصادات الصاعدة الرئيسية في جنوب أفريقيا. وقال بيسكوف "إنها تدريبات واسعة النطاق لم يعلن عنها من قبل ... الهدف الأساسي هو التأكد من مدى استعداد وتلاحم الوحدات المختلفة." وأضاف أن نحو 36 سفينة حربية وعددا لم يحدده من الطائرات الحربية ستشارك في التدريبات. ولم يذكر إلى متى ستستمر التدريبات. ويؤكد بوتين أهمية وجود جيش قوي خفيف الحركة منذ عودته للرئاسة في مايو ايار الماضي بعد أربع سنوات قضاها في منصب رئيس الوزراء. وخلال 13 عاما قضاها في السلطة كثيرا ما كان بوتين يستشهد بتهديدات خارجية عندما يتحدث عن ضرورة الوحدة في روسيا. وطلب بوتين من القادة العسكريين في أواخر الشهر الماضي إدخال تحسينات عاجلة على القوات المسلحة في السنوات القليلة القادمة قائلا إنه يتعين على روسيا إحباط المساعي الغربية للإخلال بميزان القوة. واستخدم بوتين (60 عاما) دوره كقائد أعلى للقوات المسلحة والدعوات لتعزيز القوة العسكرية لبلاده ليصور نفسه كزعيم قوي يجعل أمن بلاده على رأس أولوياته. وركزت وسائل الإعلام الرسمية على أنه أصدر الأمر بإجراء التدريبات العسكرية من على متن طائرة في قلب الليل. وكان أسطول البحر الأسود الروسي الذي تقع قاعدته الرئيسية في ميناء سيفاستوبول الأوكراني حيويا في الحرب التي دارت مع جورجيا عام 2008 بسبب منطقتي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الساعيتين للانفصال عن جورجيا. وبالإضافة إلى جورجيا وأوكرانيا تشارك تركيا وبلغاريا ورومانيا روسيا في سواحل البحر الأسود. ومنشأة الصيانة والإمداد البحرية المتواضعة في سوريا هي الوجود العسكري الوحيد لروسيا خارج الاتحاد السوفيتي السابق وأعلنت وزارة الدفاع مؤخرا خططا لنشر وحدة بحرية بشكل دائم في البحر المتوسط. وتختلف روسيا مع الغرب بشأن الحرب في سوريا واستخدمت حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لعرقلة المساعي الغربية للإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وقال ألكسندر جولتس المحلل العسكري المقيم في موسكو إن التدريبات التي لم يعلن عنها مسبقا أمر جيد بالنسبة للجيش الروسي لكن موقعها يمكن أن يثير تساؤلات بين جيران روسيا بشأن نواياها. وتمثل النزاعات مع كييف بسبب استمرار استئجار موسكو للقاعدة البحرية المطلة على البحر الأسود قضية شائكة في العلاقات بين البلدين. ويزور وزير خارجية أوكرانيا موسكو يوم الخميس. ولم يتسن الاتصال به للتعليق في حين رفض مكتب الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش وكذلك وزارة الدفاع التعليق بشأن المناورات الروسية. (إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)