اعرب الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس الاحد عن الامل في ان تدخل منطقة اليورو تعديلات على خطتها لانقاذ اقتصاد قبرص التي تتضمن فرض ضريبة استثنائية على الودائع المصرفية وذلك لتخفيف وطأتها على صغار المودعين. وقال الرئيس في خطاب تلفزيوني الى الامة "اشارككم كليا الاستياء من قرار صعب ومؤلم". وقال "ساواصل الجهود حتى تعدل اليوروغروب قراراتها في الساعات القادمة للحد من تاثيرها على صغار المودعين". وقال الرئيس ايضا "احض الاطراف في البرلمان على اتخاذ قرار. سوف احترم هذا القرار بالكامل لما فيه مصلحة الشعب والبلاد". واضاف "لقد اخترت الخيار الاقل ايلاما، واتحمل مسؤولية الثمن السياسي عن ذلك، بهدف الحد قدر المستطاع من العواقب (الازمة) على الاقتصاد وعلى مواطنينا القبارصة". واضاف "لكني اتخذت هذا القرار بحس من المسؤولية التاريخية. حتى ولو اني عارضت مباشرة بعض الاجراءات" في خطة الانقاذ. وبشان الضريبة على الودائع اوضح الرئيس القبرصي انها "لمرة واحدة" ستسمح للحكومة بتقليص الديون الى مستويات قابلة للاستمرارية و"تفادي الحلقة المفرغة لخطة انقاذ ثانية". وحاول الرئيس طمأنة المودعين موضحا ان ما سيحسم من ودائعهم لن يشكل "خسارة نهائية" لانه في المقابل سيحصل المودعون على اسهم في المصارف التي تضررت بفعل الازمة. ان اي شخص يبقي ودائعه طيلة اكثر من سنتين سيحصل على سندات مرتبطة بعائدات الدولة ومرتبطة بالاستخراج المتوقع للغاز الطبيعي قبالة سواحل الجزيرة المتوسطية. واعتبر انه اتخذ "الخيار الاقل ايلاما" عبر قبوله بفرض ضريبة استثنائية على الودائع المصرفية. وتحدث اناستاسيادس عشية نقاش برلماني حول خطة انقاذ جرى التفاوض بشانها مع الاتحاد الاوروبي، ويتعين في ختامه الموافقة على قانون ينص على فرض الضريبة على كل الودائع المصرفية مقابل قرض بقيمة عشرة مليارات يورو. وخطة الانقاذ التي جرى التفاوض بشانها مع الاتحاد الاوروبي وابرمت فجر السبت تتضمن فرض ضريبة غير مسبوقة على الودائع المصرفية العائدة لكل المقيمين في الجزيرة تصل حتى 9,9 بالمئة. ويتوقع ان تجمع 5,8 مليارات يورو بحسب يوروغروب. والبرلمان الذي كان سيجتمع الاحد في جلسة طارئة للبدء بعملية المصادقة على خطة المساعدة المثيرة للجدل، سيجتمع اخيرا الاثنين عند الساعة 16,00 (14,00 ت غ)، كما اعلن التلفزيون العام. وبحسب قناة سيغما التلفزيونية الخاصة، فقد ارجأ الرئيس اناستاسيادس النقاش خشية رفض الخطة. وذكرت سيغما ان اناستاسيادس سيواجه صعوبة في التاكد من ان غالبية بسيطة ستدعم النص في البرلمان حيث لا يشغل حزبه، ديسي، سوى 20 مقعدا من اصل 56. وقال الرئيس في كلمته "آمل ان نتخذ معا القرار الاكثر حكمة على ضوء التطورات"، مقرا في الوقت نفسه بان "الطريق لن تكون سهلة". لكنه اكد انه "حارب حتى النهاية" في قمة مجموعة اليورو. وقال ان "الحل الذي توصلنا اليه ليس بالتاكيد ما كنا نريده، لكنه الاقل ايلاما بالنظر الى الظروف".