سجل نائب رئيس الوزراء اوهورو كينياتا تقدما كبيرا قد يضمن له الفوز في الانتخابات الرئاسية في كينيا من الجولة الاولى التي يرتقب اعلان نتائجها الجمعة. وبعد الساعة 09,30 (06,30 تغ) بقليل تم فرز اكثر من 9,4 مليون بطاقة من اصل 14,3 مليون ناخب مسجل. وحصل كينياتا، ابن اول رئيس كيني، على نحو 4,7 مليون صوت متقدما باكثر من 600 الف صوت على خصمه المباشر رئيس الوزراء المنتهية ولايته رايلا اودينغا. واذا ثبتت هذه النتيجة فانها ستسمح لكينياتا بتخطي عتبة 50% من الاصوات الضرورية للفوز بالانتخابات من جولتها الاولى، لكن نتائج اكثر من ربع الدوائر لم تصدر بعد. وبعد اربعة ايام على الانتخابات الرئاسية التي جرت الاثنين، ما زالت كينيا تنتظر في هدوء اسم رئيسها الرابع منذ الاستقلال، بعد خمس سنوات على الاقتراع الرئاسي السابق الذي ادى الطعن في نتائجه الى حمام دم. ولم يترشح الرئيس المنتهية ولايته مواي كيباكي (81 سنة) الذي فاز حينها بفارق ضئيل على رايلا اودينغا (68 سنة). وقد اثارت شبهات التزوير في كانون الاول/ديسمبر 2007، مواجهات اتنية وسياسية اسفرت عن سقوط الف قتيل ونزوح الالاف. وبرز اوهورو كينياتا (51 سنة) خلال الانتخابات السابقة من خلال تأييد مواي كيباكي. ووجهت المحكمة الجنائية الدولية اتهامات الى كينياتا للاشتباه بتورطه في جرائم ضد الانسانية ومجازر قبل خمس سنوات وهي اتهامات ينفيها قطعا. وكان متوقعا ان تتزامن بداية محاكمته مع جولة ثانية محتملة في الانتخابات لكن المحكمة اعلنت مساء الخميس ارجاءها من 11 نيسان/ابريل الى التاسع من تموز/يوليو المقبل بسبب "مسائل هامة" اثارها الدفاع استنادا الى عناصر جديدة في الملف. وقبل قليل من اعلان الارجاء، اعلن فادي العبدالله الناطق باسم المحكمة الجنائية الدولية الخميس لفرانس برس ان "لا علاقة بتاتا" بين موعد بداية محاكمة كينياتا والانتخابات في كينيا، مؤكدا ان "الجدول الزمني للمحكمة لا ياخذ في الاعتبار الجدول الزمني السياسي". وفي حال فوزه، سيكون كينياتا اول شخصية سياسية تلاحقها المحكمة الجنائية الدولية وينتخب قبل بداية محاكمته الامر الذي قد يخلق وضعا سياسيا وقضائيا غير مسبوق. واصدرت المحكمة في 2009 مذكرة توقيف بحق رئيس اخر هو السوداني عمر البشير بتهمة الابادة وارتكاب جرائم بحق الانسانية وجرائم حرب في دارفور (غرب السودان) لكن ذلك حصل اثناء تولي البشير للسلطة، ولم يعتقل منذ ذلك. من جانبه اعلن كينياتا انه حتى وان فاز بالانتخابات فانه سيحضر محاكمته في لاهاي التي قد تستغرق سنتين على الاقل رغم صعوبة التوفيق بين هذا الالتزام ومهام رئيس الدولة. من جانبها وعدت اللجنة الانتخابية بعد ثلاثة ايام من الفوضى والاعطال التقنية في عملية الفرز، باعلان نتائج الانتخابات الجمعة. ودعا معسكر رايلا اودينغا --المحبط من تراجع نتائجه في حين كانت كل الاستطلاعات تتوقع ان يكون الفارق ضئيلا بين المرشحين-- الخميس عبثا في هذه المرحلة الى وقف عملية الفرز، متحدثا عن "نتائج مزورة" لكن اللجنة الانتخابية الكينية المستقلة نفت ذلك تماما. وتسعى منظمات من المجتمع المدني في اخر محاولة الجمعة امام محكمة الى وقف عمليات الفرز.