اعلنت الاممالمتحدة الخميس انها تفاوض لاطلاق سراح 21 مراقبا تابعين لها خطفوا من هضبة الجولان حيث ينتشرون، في حين تبادل الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان الاتهامات عبر الاعلام. وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية مارتن نيسيركي ان المراقبين ال21 "لم يطلق سراحهم بعد"، مضيفا ان قوة الاممالمتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان "اتصلت بهم هاتفيا واكدت انهم لم يتعرضوا لسوء معاملة".، مؤكدا ان "الاممالمتحدة تبذل جهودا للتوصل الى الافراج عنهم". واعلنت مجموعة سورية معارضة تطلق على نفسها اسم "لواء شهداء اليرموك"، مسؤوليتها عن خطف هؤلاء المراقبين الفيليبينيين اعضاء قوة الاممالمتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان. وقوة فض الاشتباك التابعة للامم المتحدة مكلفة منذ 1974 العمل على احترام وقف اطلاق النار بين اسرائيل وسوريا في هضبة الجولان (جنوب) التي تحتل اسرائيل قسما كبيرا منها. واظهر شريط فيديو بثه المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس على الانترنت ستة من مراقبي الاممالمتحدة ال21 المخطوفين في سوريا وهم يؤكدون بانهم يعاملون معاملة حسنة. واتهم الخاطفون قوة الاممالمتحدة بالتعاون مع الجيش السوري لسحق المعارضة المسلحة للنظام السوري مهددين باعتبار المخطوفين "اسرى حرب". فيما اكد متحدث باسم الاممالمتحدة ان المراقبين الفيليبينيين كانوا "يقومون بمهمة تموين معتادة" في جنوب هضبة الجولان عند احتجازهم. وقال "انه وضع حساس لان هذه المنطقة الفاصلة لا تخضع لا لسيطرة اسرائيل ولا سوريا". وافاد الرئيس الفليبيني بينينيو اكينو ان الجنود "يعاملون جيدا". وقال "حتى الان لا شيء يشير الى انهم في خطر"، مؤكدا ان الاممالمتحدة تتفاوض للافراج عنهم. وفي القدس، اعرب مسؤول اسرائيلي طلب عدم الكشف عن اسمه لفرانس برس عن تخوفه من ان يؤدي احتجاز هؤلاء العناصر الى رحيل قوات الاممالمتحدة لمراقبة فض الاشتباك والذي "من شأنه ان يخلق فراغا خطيرا في المنطقة العازلة التي تتواجد فيها بالجولان". واستقبل الرئيس السوري بشار الاسد الخميس وفدا من المعارضة التركية ووجه امامه اتهاما للحكومة التركية برئاسة رجب طيب اردوغان بانها "مصرة على دعم الارهاب والتطرف". وذكر بيان رئاسي ان الاسد شدد خلال استقباله الوفد التركي "على ضرورة الفصل بين مواقف الشعب التركي الداعمة للاستقرار في سوريا ومواقف حكومة (رجب طيب) اردوغان المصرة على دعم الارهاب والتطرف وزعزعة استقرار المنطقة". واكد الاسد، بحسب البيان، على ان "الشعب السوري يقدر مواقف قوى واحزاب الشعب التركي الرافضة لسياسات حكومة اردوغان المؤثرة سلبا على التنوع العرقي والديني الذي تتميز به مجتمعاتنا بالمنطقة ولاسيما في سورية وتركيا". وجاء الرد على الاسد مباشرة من اردوغان الذي سخر مساء الخميس في تصريح من كلام الرئيس السوري وقال متسائلا "هل يشكو الاسد من دور تركيا التي تستقبل اكثر من 200 الف سوري؟". واضاف اردوغان "لماذا يرسل اهم حزب معارض ثلاثة نواب للالتقاء بديكتاتور وطاغية، ما هو الهدف الذي يريد هذا الحزب تحقيقه؟". وعلى الحدود الشرقية من البلاد، ارسل العراق تعزيزات عسكرية الى الحدود السورية وبدأ باعتماد مراقبة جوية على طول الحدود اثر الحوادث الاخيرة، بحسب ما افاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الفريق الركن محمد العسكري وكالة فرانس برس. وقال العسكري ان منفذ اليعربية (شمال غرب) "مغلق الان مع الجانب السوري بسبب الاحداث التي وقعت قبل ايام"، في اشارة الى الاشتباكات بين الجيش النظامي السوري والمعارضة المسلحة عند المعبر، ونيران المعارك التي طالت اراضي العراق. واكد العسكري "قمنا بارسال قوات احتياطية وتعزيزات وهناك مراقبة جوية على طول الشريط الى جانب غرفة للعمليات وقيادة تتابع الموقف على الحدود"، مشددا على ان العراق "لن يسمح باي حركة على الحدود تستهدف العراق وامنه". وتأتي هذه التعزيزات العراقية بعيد مقتل 48 جنديا سوريا الاثنين في كمين غرب العراق اثناء اعادة نقلهم الى بلادهم بعدما فروا الى العراق خلال معارك وقعت السبت مع المعارضين المسلحين على مقربة من الحدود بين البلدين. كما طالبت دمشق الخميس المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بشكل "واضح وصريح" وادانة "تورط" انقرة في الازمة السورية معتبرة ان تجاهله لذلك يسهم في استمرار الازمة ويعطي غطاء لاستمرار "المجموعات الارهابية" بارتكاب "مجازرها". في المجال الانساني وبعد الاممالمتحدة التي اكدت حدوث "كارثة مطلقة" في سوريا، وضعت منظمة "اطباء بلا حدود" الفرنسية حصيلة قاتمة مشابهة مطالبة بابرام اتفاق سياسي "حول المساعدات الانسانية لتسهيل ايصالها". وفي تقرير بعنوان "عامان من النزاع في سوريا - المساعدات الانسانية في طريق مسدود"، انتقدت اطباء بلا حدود نظام الرئيس السوري الذي يستهدف المنشآت الصحية ويمنع وصول المساعدات الى مناطق شاسعة في البلاد، كما انتقدت تخاذل المؤسسات الدولية والدول المجاورة. وفي رسالة مؤثرة دعا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد معاذ الخطيب الخميس المجتمع الدولي الى القيام ب"تحرك فعال" في سوريا "قبل فوات الاوان". وقال الخطيب في رسالة موجهة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلى والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي نشرت على صفحته على الفيسبوك "ان ما يجري تحت سمع العالم وبصره من ابادة جماعية للشعب السوري سوف يؤدي الى اوخم العواقب"، مضيفا "ان دماء شعب سوريا ستكون لعنة على العالم كله ان لم يحصل تحرك فعال قبل فوات الاوان". في حين اعتبر حزب البعث العربي الاشتراكي الخميس بمناسبة الذكرى الخمسين لوصوله الى السلطة في سوريا في 1963، ان "سوريا اليوم أكثر قوة وتمسكا بمبادئ الثورة والحزب"، مؤكدا عزمه على "افشال المؤامرات التي تستهدف وحدة سوريا". ميدانيا، واصل النظام السوري استخدام ورقة قواته الاقوى الممثلة بسلاحه الجوي وقام بقصف مدينة الرقة في شمال سوريا، التي باتت اول مركز محافظة يصبح خارج سيطرة النظام منذ اندلاع النزاع في البلاد، بحسب المرصد. وافادت صحيفة الوطن المقربة من السلطة، من جهتها، عن وجود "جثث لعدد كبير من الإرهابيين ملقاة على أطراف بعض الطرق بعد أن تم استهدافهم من سلاح الجو السوري". ونقلت الصحيفة عن سكان في المدينة ان "اعدادا كبيرة من الإرهابيين التابعين لجبهة النصرة باتوا متمركزين داخل مدينة الرقة وأقاموا فيها حواجز وسواتر ترابية في حين شوهدت في ساعات متأخرة من ليل أول من أمس شاحنات صغيرة آتية من الحدود التركية تحمل ذخيرة وأسلحة متوسطة"، مشيرين الى ان "الرقة لم تسقط بل فقط عدد من الأحياء فيها". ياتي ذلك فيما عرض التلفزيون السوري الخميس شريطا مصورا يبين عددا من الاجهزة قال انها "منظومة كاملة للتجسس لحساب العدو الصهيوني (...) ضبطت منذ ايام قليلة في منطقة الساحل السوري". واشار التلفزيون الى ان هذه الاجهزة كانت "موجهة نحو هدف حساس... هدفها التصوير وارسال المعلومات الى الكيان الصهيوني من خلال الهوائيات بشكل فوري". واعتبر التلفزيون ان ضبط هذه المنظومة "يعطي مؤشرا كبيرا عن دور العدو الصهيوني في الاحداث الامنية التي تجري الان داخل سوريا"، مشيرا الى ان المعلومات التي يتم الحصول عليها "تفيد المجموعات الارهابية المسلحة التي تعمل داخل سوريا وايضا لاهداف خاصة بالكيان الاسرائيلي". واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان 123 شخصا قتلوا في سوريا الخميس هم 60 معارضا مسلحا و40 جنديا و23 مدنيا.