قتل خمسة اشخاص واصيب 19 اخرون الاحد في سلسلة هجمات في العراق بينها هجوم انتحاري وسط مدينة كربلاء (جنوب بغداد) وفق مصادر امنية وطبية. فقد فجر انتحاري يرتدي حزاما ناسفا نفسه الاحد بين حرمي ضريحي الامامين الحسين بن علي واخيه العباس وسط مدينة كربلاء ما اسفر عن سقوط عشرة جرحى، بحسب مصادر امنية وطبية. واوضح جمال الشهرستاني ان "مهندسا يعمل لصالح شركة المنصور للمقاولات العامة التي تقوم باعمال تاهيل واعمار في منطقة ما بين الحرمين فجر نفسه، ما اسفر عن سقوط ضحايا". واكد ضابط برتبة عقيد في شرطة كربلاء (100 كلم جنوب بغداد) ان "الانفجار وقع جراء تفجير انتحاري وادى الى اصابة عشرة اشخاص بجروح". بدوره، اكد مصدر طبي في مستشفى الحسين التابع لمرقد الامام الحسين "تلقي عشرة جرحى". وفرضت قوات الامن اجراءات مشددة وقامت باغلاق منطقة الحرمين التي غالبا ما تشهد توافدا للزوار، وفقا لمراسل فرانس برس. وتخضع المنطقة التي يقع فيها الضريحان لاجراءات امنية مشددة. وهي مغلقة تماما امام حركة السيارات باستثناء السيارات الخدمية التابعة للعتبات. ويعود آخر هجوم في مدينة كربلاء الى 25 ايلول/سبتمبر 2012 عندما قتل عشرة اشخاص واصيب حوالى 86 اخرين في انفجار سيارة مفخخة وعبوة ناسفة وتفجير انتحاري بحزام ناسف. وتعتبر مدينة كربلاء حيث مرقد الامام الحسين ثالث الائمة المعصومين لدى الشيعة واخيه العباس اللذين قتلا على يد جيش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية العام 680 ميلادية، من المناطق المقدسة لدى الشيعة في العالم. ويثير هذا الهجوم مخاوف كونه يعيد للاذهان تفجير القبة الذهبية لمرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري في 22 شباط/فبراير 2006، وما اعقبه من موجة عنف طائفي امتدت ذروتها حتى 2008، وقتل خلالها الاف العراقيين. وغالبا ما يعلن "تنظيم دولة العراق الاسلامية" الفرع العراقي لتنظيم القاعدة مسؤوليته عن الهجمات التي تستهدف مراقد شيعية، خصوصا في المناسبات التي يتوجه خلالها الزوار سيرا الى مدينة كربلاء. ورأى الشيخ نزار التميمي، وهو امام وخطيب ينتمي الى التيار الصدري، ان "استهداف كربلاء والمدينة القديمة على وجه التحديد موضوع حساس وخطير للغاية". واضاف ان "الامامين يمثلان رموزا لكل شيعة العالم وليس العراق فقط وهو مكان مقدس لكل مسلمي العراق"، مؤكدا ان "هذا الاستهداف له صبغة طائفية ويحمل رسالة من اعداء العراق لاحداث حرب طائفية بين ابناء الدين والبلد والواحد". وحذر الشيخ من "الانجرار وراء الفتنة الطائفية". الى ذلك، قال مصدر في وزارة الداخلية ان "انفجار ثلاث عبوات ناسفة على الطريق الرئيسي في منطقة الحسينية (شمال شرق بغداد) اسفر عن مقتل شخصين واصابة تسعة اخرين بجروح". واكدت مصادر في مستشفيات الشيخ ضاري ومدينة الطب تلقي جثتين ومعالجة تسعة جرحى اصيبوا جراء الانفجارات. وفي هجوم اخر، ادى انفجار عبوة لاصقة على سيارة خاصة لجندي عراقي في منطقة العطيفية (شمال بغداد) الى مقتله، بحسب ما اكدت مصادر امنية وطبية. وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد) اعلن ضابط في الجيش العراقي "مقتل جنديين في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش في قضاء تلعفر" الواقعة غرب الموصل. بدوره اكد طبيب في مستشفى تلعفر تلقي جثث الضحايا. وتتزامن الهجمات مع توتر في الاوضاع السياسية في البلاد اثر تواصل التظاهرات والاعتصامات منذ اكثر من سبعين يوما في محافظات صلاح الدين ونينوى والانبار السنية، رفضا لسياسة رئيس الوزراء نوري المالكي، متهمين اياه ب"تهميش"العرب السنة وعدم تلبية مطالبهم باطلاق سراح معتقليهم في السجون. بدورها، شكلت الحكومة لجنة وزارية وبدأت اعمالها في السابع من كانون الثاني/يناير للنظر في مطالب المتظاهرين، واعلنت الخميس الافراج عن اربعة الاف معتقل منذ بداية عملها.