اعتبرت روسيا الحليفة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، الجمعة ان الدعم الذي تلقته المعارضة السورية في مؤتمر روما امس يشجع "المتطرفين"، وقت رأت صحيفة حكومية سورية ان هذا الدعم سيؤول الى من "اعتادوا ممارسة القتل والتخريب". ميدانيا، اتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نظام الرئيس بشار الاسد بارتكاب "مجزرة" بحق نحو 70 شخصا قرب مدينة حلب في شمال البلاد، في حين سيطر مقاتلون معارضون على مدينة حدودية مع العراق. وغداة مؤتمر "اصدقاء الشعب السوري" في العاصمة الايطالية الذي اعلن خلاله تقديم 60 مليون دولار من "المساعدات غير القتالية" للمعارضة السورية، وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى تركيا في زيارة محورها الازمة السورية، حيث يلتقي نظيره احمد داود اوغلو ورئيس الحكومة رجب طيب اردوغان والرئيس عبدالله غل. ورأت الخارجية الروسية في بيان الجمعة ان "القرارات والتصريحات التي صدرت في روما تشجع، نصا وروحا، المتطرفين للاستيلاء على السلطة بالقوة رغم المعاناة الحتمية للسوريين العاديين". واعتبرت ان "المهمة الملحة اليوم هي الوقف الفوري لسفك الدماء واية اعمال عنف والانتقال الى الحوار السياسي الذي ينص عليه اعلان جنيف" في اشارة الى الاعلان الذي وافقت عليه الدول الكبرى في حزيران/يونيو 2012. واضاف البيان "نحن مقتنعون ان هذا سيسمح بتحقيق الاهداف التي تعتبر الاهم بالنسبة للسوريين وهي ضمان تطور سوريا واحدة يسودها السلام والديموقراطية تخدم مصالح جميع مواطنيها دون استثناء". وفي موقف مواز، قالت صحيفة "تشرين" الحكومية السورية ان الاعلان الاميركي في روما "يطرح تساؤلا حول ما يمكن ان يستفيده الشعب السوري من هذه الأموال التي ستقع في أيدي فئة تقيم في أفضل فنادق الغرب ولم تتواجد يوما بين السوريين وتعاني معاناتهم". واشارت الى ان هذه المساعدات ان وصلت الى سوريا "فستصل سلاحا ورصاصا ومساعدات طبية وغذائية لمن اعتادوا ممارسة القتل والتخريب". كذلك، انتقدت الصحيفة اعلان الاتحاد الاوروبي الخميس تقديم معدات غير قاتلة ومساعدة تقنية للمعارضة لضمان حماية المدنيين، مع الابقاء على الحظر على تصدير الاسلحة اليها. وقالت "تعد الخطوة الأوروبية التي تشكل امتدادا لما كان يقوم به الاتحاد بالسر انخراطا مباشرا في الأزمة السورية وتاجيجا للعنف والإرهاب فيها وتحريضا للمعارضة على رفض الحل السياسي". وكان رئيس الائتلاف المعارض احمد معاذ الخطيب قال في مؤتمر صحافي مشترك مع كيري الخميس، "هناك قرار دولي او اشارات دولية بعدم تسليح المعارضة السورية باسلحة نوعية"، داعيا الى وقف مد النظام "باسلحة نوعية لا تزال تاتيه حتى اليوم تحت اسم صفقات قديمة"، في اشارة الى السلاح الروسي. وبعيد المؤتمر، اعلن الائتلاف عن ارجاء اجتماعه المقرر غدا في اسطنبول لاختيار رئيس حكومة "لادارة المناطق المحررة" التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا وشرقها. وقال الائتلاف ان الاجتماع ارجىء "لاسباب لوجستية"، وان موعده الجديد سيعلن عنه "فور استكمال الأمور التنظيمية"، بحسب بيان على صفحة الائتلاف على موقع "فيسبوك". من جهة اخرى، قال الائتلاف في بيان ثان اصدره انه تم مساء الاربعاء "توثيق أسماء 49 شخصا من أصل 72 قامت قوات نظام الأسد الإرهابي بإعدامهم ميدانيا ثم حرق جثثهم، بعد اقتحامها لقرية المالكية غربي مدينة السفيرة قرب حلب (شمال) قبل ثلاثة أيام". واوضح مركز حلب الاعلامي الذي يضم مجموعة عمل من الناشطين ان من بين الضحايا "اطفال ونساء وكبار في السن، اعدموا بتهم التواصل مع الجيش (السوري) الحر)، وذلك خلال عملية اقتحام القرية". كما اورد المرصد السوري لحقوق الانسان "معلومات" تتعلق "بمقتل عشرات المدنيين في المالكية بعد اقتحام القوات النظامية" التي تحاول السيطرة على القرية من اجل احضار تعزيزات نحو مطار حلب الدولي الذي تدور اشتباكات في مناطق محيطة به، ويحاول المقاتلون المعارضون التقدم نحوه بعدما سيطروا في الفترة الماضية على "اللواء 80" المكلف حمايته. وفي شمال شرق البلاد، قال المرصد ان "مقاتلين من جبهة النصرة والفاروق واحرار الشام (الاسلامية) وكتائب اخرى، سيطروا على مدينة اليعربية والمعبر الحدودي مع العراق في شكل كامل". وتحدث المرصد "عن معلومات عن فرار بعض جنود القوات النظامية واستسلام بعض عناصر الامن"، مشيرا الى سماع "اصوات رصاص متقطع في المدينة"، موضحا ان القوات النظامية "كانت قد استعادت السيطرة على المعبر في 21 تموز/يوليو من العام الفائت". ويسيطر المقاتلون المعارضون على مناطق واسعة من شمال البلاد وشرقها، ومن ضمنها عدد من المعابر الحدودية مع تركيا والعراق. واكتسبت جبهة النصرة التي كانت مجهولة قبل بدء النزاع السوري، دورا متعاظما في القتال ضد القوات النظامية على الارض، وتبنت عددا من التفجيرات التي استهدفت في غالبيتها مراكز امنية وحواجز عسكرية، قبل ان تدرجها الولاياتالمتحدة على لائحة المنظمات الارهابية. وادت اعمال العنف في مناطق مختلفة الخميس الى مقتل 114 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف مناطق سوريا. وادى النزاع السوري الى مقتل نحو 70 الف شخص، بحسب ارقام الاممالمتحدة.