بدأ الناخبون الايطاليون الذين يرزحون تحت اجراءات تقشفية قاسية منذ اكثر من عام، الادلاء باصواتهم اليوم الاحد لاختيار ممثليهم في مجلسي النواب والشيوخ في اقتراع تراقبه اوروبا من كثب بسبب تخوفها من اضطراب سياسي في ثالث اقتصاد في منطقة اليورو. وعنونت صحيفة لا ستامبا ان "ايطاليا تصوت في اجواء من عدم اليقين" بينما كتبت صحيفة ايل فاتو اليسارية تحت عنوان "المترددون يقررون" ان المترددين الذي تفيد آخر استطلاعات الرأي ان نسبتهم تبلغ عشرة بالمئة، "هم الذين سيحدثون الفرق". وتتنافس في الاقتراع اربعة تحالفات كبرى، الاول وسطي يقوده رئيس الحكومة المنتهية ولايته ماريو مونتي والثاني ليمين الوسط بقيادة سلفه سيلفيو برلوسكوني. اما التحالف الثالث فيقوده الزعيم اليساري بير لويجي برساني، بينما يقود التحالف الرابع الفكاهي السابق بيبه غريو المعروف بشغبه في الحياة السياسية الايطالية. وقال الساندرو (63 عاما) وهو من كوادر احدى الشركات لوكالة فرانس برس "صوت للحزب الديموقراطي. لا اريد ان ينتهي بنا الامر مثل اليونان". وقد ادلى الساندرو بصوته فور فتح مراكز التصويت في ميلانو. وبدورها صوتت سارا دي غريغوري المحامية البالغة من العمر 30 عاما لبرساني، وقالت اثر الادلاء بصوتها في روما ان "الحزب الديموقراطي هو الوحيد الذي يمكن ان يحل مشاكلنا". واضافت "اذا عاد برلوسكوني فسيكون ذلك كارثة". اما ماريا تيريزا غوتاردي (65 عاما) فقالت "هناك الكثير من الالتباس في هذه الانتخابات. اصوت لبرلوسكوني. اعرف مساوئه لكنه يبقى الافضل". وتشير احدث استطلاعات الرأي الى ان اليسار بزعامة برساني سيفوز بحصوله على 34 بالمئة من الاصوات يليه ائتلاف اليمين بزعامة سيلفيو برلوسكوني الذي نال حوالى 30 بالمئة من نوايا التصويت. لكن السؤال الحقيقي يتعلق باستقرار الحكومة المقبلة. فبرساني واثق من الفوز بالاغلبية في مجلس النواب، لكن الوضع اكثر تعقيدا في مجلس الشيوخ حيث كل الامور مرتبطة بوزن التحالفات في كل منطقة. لذلك، كل شيء يتركز في بعض المناطق الاساسية وخصوصا في لومبارديا الغنية التي وصفها الخبير السياسي الايطالي روبرتو اليمونتي بانها "مزيج من (ولايتي) اوهايو وكاليفورنيا" الاميركيتين بسبب دورها الاساسي في الاغلبية البرلمانية المقبلة ووزنها الانتخابي. ومنع نشر اي استطلاعات للرأي منذ 15 يوما. لكن تمكن البعض من العثور على وسيلة للاتفاف على هذه العقبة مستفيدين من اخبار الفاتيكان مع استقالة البابا بنديكتوس السادس عشر. فهم ينشرون ارقاما تتعلق باستطلاعات للرأي ابطالها سياسيون بالقاب دينية، مثل "كاردينال بياسينزا" (اي برساني) و"كاردينال لومبارديا" (برلوسكوني) او "نائب البابا" في جنوى (غريو). وقد سجل برلوسكوني الذي غادر منصبه في اجواء من الاستياء الشديد بين الايطاليين في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، تقدما كبيرا في استطلاعات الرأي بعدما وعد بخفض الضرائب وكذلك اعادة الاموال التي دفعها المكلفون العام الماضي. وفي اللحظة الاخيرة شن حملة على اوروبا واصفا اياها ب"وسادة التقشف"، وذلك في مقابلة بثها تلفزيون يوناني مساء السبت. اما بيبه فريو الذي تمكن من جمع حشود هائلة خلال الحملة، فهو يلعب على وتر غضب الايطاليين ضحايا البطالة والانكماش. من جهته، يواجه ماريو مونتي الذي عينه رئيس الجمهورية على رأس الحكومة لانقاذ البلاد من الافلاس بدون ان يتم انتخابه، نتائج اجراءات التقشف الصارمة التي اغرقت البلاد في الركود. وسيكون السيناريو الاسوأ وجود اغلبيتين مختلفتين في المجلسين اللذين يتمتعان بالوزن نفسه في الحياة السياسية الايطالية. ويثير هذا الاحتمال قلق الاسواق وشركاء روما بينما يواجه ثالث اقتصاد في منطقة اليورو ازمة دين حادة. لكن السياسيين يرجحون تشكل تحالف عقلاني بين اليسار والوسط.