يبدأ وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاحد زيارة تشمل تسع دول في اوروبا والشرق الاوسط، في اول جولة خارجية له بعد توليه منصبه، بحسب ما اعلنت وزارة الخارجية الاميركية الثلاثاء. وصرحت المتحدثة باسم الوزارة فكتوريا نولاند للصحافيين بان كيري سيزور كلا من بريطانيا والمانيا وفرنسا وايطاليا وتركيا وكذلك مصر والسعودية والامارات وقطر، وان الجولة ستستمر حتى 6 اذار/مارس. وقالت نولاند ان زيارة كيري هي في جزء منها "جولة استماع"، رغم انه سيشارك في روما في اجتماع مع المعارضة السورية والدول التي تؤيد القوات التي تقاتل ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد. واضافت نولاند ان كيري "سيتطلع الى الاستماع الى الائتلاف السوري المعارض، وماذا يمكن ان نفعل اكثر في رأيهم، وايضا الاستماع الى النظراء المشاركين بشكل كبير في دعم المعارضة" السورية. وسيناقش الوزير الذي تولى منصبه مؤخرا، الازمة السورية مع زعماء عدد من دول المنطقة من بينها تركيا ومصر وقطر، بحسب نولاند. وفي مصر التي تشهد توترات متزايدة بعد عامين من الثورة التي اطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك، سيلتقي كيري عددا من الزعماء السياسيين وقادة المجتمع المدني "للتشجيع على التوصل الى توافق سياسي اكبر والتحرك باتجاه الاصلاحات الاقتصادية"، طبقا لنولاند. كما سيلتقي كيري في القاهرة الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، بينما سيلتقي في الرياض وزراء خارجية عدد من الدول الخليجية. ولن يزور كيري اسرائيل او الاراضي الفلسطينية خلال هذه الجولة. واشارت نولاند الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لا يزال في طور تشكيل حكومة جديدة، وقالت ان كيري سينضم الى الرئيس باراك اوباما في زيارته المقبلة للدولة العبرية. وقالت نولاند ان كيري سيبحث في باريس الازمة في مالي التي تشهد تدخلا عسكريا فرنسيا ضد الاسلاميين الذي سيطروا على مناطق شاسعة من شمال البلاد. وسيستغل كيري، الذي امضى جزءا من شبابه في المانيا، توقفه في برلين "لاعادة التعرف على المدينة التي عاش فيها عندما كان طفلا" وسيلتقي عددا من الشباب الالماني، بحسب نولاند. واضافت المتحدثة ان كيري سيزور اسيا "في بداية ولايته"، ولكنها اشارت الى ان اي زيارات اضافية في جولته المقبلة "ستجعلها اكثر طولا". وقد جاب كيري (69 عاما) العالم بضع مرات وراكم تجربة دولية غنية بفضل 28 عاما في مجلس الشيوخ، منها في السنوات الاخيرة رئيسا للجنة الشؤون الخارجية. وزار خصوصا افغانستان وباكستان ومصر واسرائيل وغزة وسوريا والاردن ودارفور وبكين. وتولى كيري رسميا منصبه مطلع الشهر الحالي خلفا لهيلاري كلينتون التي عرفت بنشاطها في مجال الجولات الخارجية. ومنصب وزير الخارجية تتويج لمسيرة كيري الذي يتباهى بأن "الدبلوماسية في دمه"، ولأحد ابطال فيتنام الذي بات يشكك في جدوى التدخل العسكري بشكل عام، والمتمرس في الشؤون السياسية.