قرر وزراء الخارجية الاوروبيون الاثنين ان يمددوا لثلاثة اشهر العقوبات على النظام السوري ويسمحوا بدعم اكبر للمعارضة، من دون ان يتخذوا قرارا في شان رفع الحظر على الاسلحة الذي طالبت به لندن. واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان قرار الوزراء الاوروبيين يشكل "تسوية" على خلفية الخلافات العميقة بين العواصم الاوروبية حول امكان تليين الحظر على الاسلحة الموجهة الى المقاتلين المعارضين. وبذلك، يكون الاوروبيون قد منحوا انفسهم مهلة اضافية لثلاثة اشهر، حتى نهاية ايار/مايو لتسوية هذه المسالة، مع تجديد تاييدهم للائتلاف السوري المعارض. وكانت بريطانيا وفرنسا اعتبرتا ان استحقاق الاول من اذار/مارس، مهلة انتهاء مدة العقوبات، فرصة لتلبية مطالب المعارضة السورية بامدادها بالاسلحة. لكن فرنسا ابدت فتورا حيال هذه المسالة تاركة بريطانيا تواجه معارضة شديدة من المانيا والسويد وحتى وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي البريطانية كاثرين اشتون. وقبل اكثر من اسبوع، اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان الاتحاد الاوروبي لن يرفع الحظر عن الاسلحة المرسلة الى المعارضين السوريين طالما ان امكانية الحوار السياسي لتسوية الازمة ما زالت قائمة. وسلة العقوبات التي فرضت قبل عامين تستهدف شخصيات في نظام بشار الاسد وكيانات وتشمل ايضا حظرا على الاسلحة والنفط اضافة الى سلسلة من العقوبات التجارية والمالية. وتم تعديل العقوبات التي مددت حتى نهاية شهر ايار/مايو "لتأمين دعم اكبر ومساعدة تقنية لحماية المدنيين"، بحسب نتائج الاجتماع. وقالت كاثرين اشتون "ليس الامر دعما عسكريا، انه افضل دعم يمكن تقديمه لحماية المدنيين". ولم توضح اشتون الشكل الذي قد يتخذه هذا الدعم، لافتة الى ان خبراء اوروبيين سيحددون اطاره القانوني بحيث يكون مقبولا لدى كل العواصم الاوروبية. وقد يسمح بتسليم وسائل حماية مثل الخوذ ووسائل تمويل او تدريب، وفق مصدر دبلوماسي. وقال هيغ "اردنا الذهاب ابعد من ذلك لكن البعض عارضوا. سنعاود النقاش بعد ثلاثة اشهر". وعلق نظيره الفرنسي لوران فابيوس "انه دعم اضافي" للائتلاف السوري المعارض، وقد تقرر "بناء على طلب" رئيس هذا الائتلاف احمد معاذ الخطيب. واعربت غالبية الدول الاوروبية عن معارضتها رفع الحظر على الاسلحة حتى لو كان جزئيا، محذرة من خطر عسكرة النزاع في سوريا. وفي هذا السياق، قال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن "ليس هناك نقص في الاسلحة في سوريا، على العكس تماما". وعلق نظيره البلجيكي ديدييه رايندرز ان "الهدف ليس مقاتلة الجهاديين في مالي لتزويد سلاح للجهاديين في سوريا". وفي بيانهم، ركز الوزراء الاوروبيون خصوصا على اهمية المبادرة التي اتخذها الخطيب لجهة استعداده لمحاورة ممثلين للنظام السوري. ودعوا "ممثلي النظام السوري الى عدم تفويت الفرصة والرد ايجابا على عرض الحوار السياسي" الذي عرضه رئيس الائتلاف السوري المعارض. وكان من المفترض ان يحضر مبعوث الاممالمتحدة الى سوريا الاخضر الابراهيمي محادثات الاثنين مع وزراء الاتحاد الاوروبي. لكنه اضطر للعدول عن ذلك مع استمرار الجهود الهادفة لبلورة فرص الحوار بعد عرض رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض التفاوض مع بعض شخصيات النظام السوري. فقد اقترح الابراهيمي الاحد اجراء حوار بين المعارضة السورية و"وفد مقبول" يمثل النظام في مقر من مقار الاممالمتحدة.