بدأ الرئيس فرنسوا هولاند يرافقه وفد كبير من رؤساء كبرى الشركات الفرنسية اليوم الخميس زيارة الى الهند تطغى عليها الدبلوماسية الاقتصادية على امل ابرام عقد لبيع طائرات رافال قريبا تبلغ قيمته 12 مليار دولار. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ، قال الرئيس الفرنسي ان "رئيس الوزراء (الهندي) وانا شخصيا لاحظنا تقدما في المفاوضات وآمل ان نتوصل الى انجازها". واكد رئيس الوزراء الهندي من جهته ان المحادثات مع فرنسا لبيع الهند طائرات رافال "تسجل تقدما". من جهة اخرى، جدد الرئيس الفرنسي تأكيده دعم باريس لترشيح الهند لمقعد دائم في مجلس الامن الدولي. وقال "لدينا مواقف سياسية ندافع عنها في كل الهيئات الدولية: السلام والديموقراطية والحرية ومكافحة الاحتباس الحراري والتميز الثقافي". واضاف "آمل ان تتمكن الهند من الدفاع عن هذه المبادىء كعضو دائم في مجلس الامن الدولي. وتابع ان بين هذه المبادىء ايضا "مشاركة الهند في العمليات الكبرى لحفظ السلام" وكذلك كل الهيئات بما فيها النووي المدني". وكان رئيس الدولة الفرنسي وصديقته فاليري تريرفيلر وصلا ليلا الى نيودلهي. وقد استقبلا رسميا صباح اليوم وفق المراسم المخصصة لزيارة الدولة. وعلى وقع 21 طلقة مدفعية، رافق حراس بازيائهم التقليدية على خيول رئيس الدولة الى القصر الرئاسي الذي كان مقر نائب ملك الهند، حيث التقى نظيره الهندي براناب مخيرجي ورئيس الوزراء مانموهان سينغ. وبدأ الرئيس الفرنسي بذلك يوما من اللقاءات السياسية تلتها مراسم عند نصب المهاتما غاندي حيث احرق جثمان بطل استقلال الهند. وقد القى على النصب ورودا. وبعد لقاء قصير مع وزير الخارجية الهندي سلمان خورشيد، توجه هولاند الى المدرسة الفرنسية حيث عبر عن امله في "رفع مستوى مبادلاتنا (الثنائية) ليس الاقتصادية فقط بل الثقافية والجامعية والعلمية". ويفترض ان يتوجه الجمعة الى بومباي العاصمة المالية للهند قبل ان يعود الى باريس. وتقيم الهند مع اكبر ديموقراطية في العالم "شراكة استراتيجية" بدأها جاك شيراك في 1998 وواصلها بثبات الرئيس نيكولا ساركوزي الذي زار نيودلهي خلال ولايته الرئاسية التي استمرت خمس سنوات، في كانون الثاني/يناير 2008 وكانون الاول/ديسمبر 2010. وخلافا لسلفه، يريد هولاند اتباع "دبلوماسية اقتصادية" مع هذه الدولة الكبرى ويرفض ان يبدو "ممثلا تجاريا". ويرافق هولاند في زيارته رؤساء حوالى خمسين شركة فرنسية وخمسة وزراء تكشف حقائبهم اولويات هذه الزيارة الاولى الى آسيا في الولاية الرئاسية الحالية، هم لوران فابيوس (الخارجية) وجان ايف لودريان (الدفاع) ونيكولا بريك (التجارة الخارجية) وجنفييف فيوروزا (التعليم العالي والبحث) وفريديريك كوفيلييه (نقل). ويأمل رئيس مجلس ادارة داسو ومديرها العام ايريك ترابييه في ابرام عقد بيع رافال الى الهند قبل نهاية السنة، في المفاوضات الحصرية التي بدأت في كانون الثاني/يناير 2012. وبعد سلسلة من خيبات الامل، سيشكل ذلك النجاح الاول لتصدير هذه الطائرات الحربية الفرنسية التي شاركت في معارك في افغانستان وليبيا ومالي. وكان قائد سلاح الجو الهندي صرح الاسبوع الماضي انه يأمل ان يتم توقيع هذا العقد "قبل منتصف 2013". وتتفاوض فرنسا مع الهند بشان عقد مهم آخر يتعلق ببناء شركة اريفا مفاعلين نوويين في جايتابور على بعد 400 كلم جنوب بومباي مع امكانية بناء اربعة مفاعلات اضافية. وكان وزير الخارجية الهندي صرح في كانون الثاني/يناير ان المفاوضات بلغت "مرحلة متقدمة جدا". لكن مصدرا فرنسيا قال انه "متفائل الى حد ما" بشأن ابرام المفاوضات "المعقدة جدا" في وقت قريب. وتأمل شركات فرنسية اخرى في الحصول على عقود خصوصا في مجال التنمية المستدامة للمدن، ومن بينها مجموعة الستوم المهتمة بانشاء مترو في بنغالور (جنوب).