على الرغم من الحذر الرسمي، فان تحريك عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية سيكون احد الملفات اثناء اول زيارة للرئيس الاميركي باراك اوباما الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية والاردن. واعلن المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي تومي فيتور مساء الثلاثاء الزيارة الاولى لاوباما في الربيع الى اسرائيل بصفته رئيسا للولايات المتحدة ليبحث مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في "المسار الذي يتعين سلوكه بشان العديد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك وبينها ايران وسوريا". وسيزور اوباما ايضا الاراضي الفلسطينية والاردن. وبدا سفير اسرائيل في الولاياتالمتحدة دان شابيرو متكتما في مقابلة الاربعاء مع الاذاعة الاسرائيلية ولم يذكر "ضرورة دفع اسرائيل والفلسطينيين الى العودة الى طاولة المفاوضات" الا بعدما تطرق الى ايران وسوريا الواردين على جدول اعمال الزيارة. واعلن البيت الابيض الاربعاء ان الرئيس الاميركي لا يعتزم تقديم مقترحات جديدة لتحريك العملية السلمية بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية اثناء زيارته الى المنطقة المتوقعة في الربيع. وسيلتقي باراك اوباما الذي سيزور اسرائيل للمرة الاولى منذ وصوله الى البيت الابيض، رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وسيتطرق الى مسالة البرنامج النووي الايراني والنزاع في سوريا. الا ان المتحدث اكد انه لن تكون هناك مقترحات جديدة لتحريك عملية السلام المتوقفة منذ ايلول/سبتمبر 2010 بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. واقر المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني قائلا "كلما تباحث الرئيس ورئيس الوزراء (نتانياهو) وبالتاكيد كلما تحدث الرئيس مع المسؤولين في السلطة الفلسطينية، فانه يتم التطرق الى هذه المسائل". وقال "لكن ذلك ليس هدف هذه الزيارة". وتاتي هذه الزيارة في وقت تسعى الحكومة الاميركية لاحياء عملية السلام بين الاسرئيليين والفلسطينيين في اجواء سياسية لا توحي بامكانية احراز تقدم. وتعرض اوباما لحملة انتقادات خلال حملته الانتخابية الثانية لعدم زيارته المنطقة، غير ان سلفه الجمهوري جورج بوش انتظر هو ايضا ولايته الثانية ليزور اسرائيل. ولم يسجل يوما تقارب بين الرئيس الاميركي الذي ادى اليمين الدستورية لولايته الثانية في 21 كانون الثاني/يناير ورئيس الوزراء الاسرائيلي الذي عين مجددا على راس الحكومة الاسرائيلية بعد انتخابات تشريعية شهدت منافسة شديدة في 22 كانون الثاني/يناير. وكانت الخلافات حول الملف النووي الايراني خرجت الى العلن بينهما عام 2012 اذ ابدت الحكومة الاميركية تاييدها لاعتماد نهج مزدوج يقوم على العقوبات الاقتصادية والمفاوضات فيما دعا نتانياهو الى تحديد "خطوط حمراء واضحة" مهددا بشن ضربات استباقية. كما اثار اوباما استياء نتانياهو في ولايته الرئاسية الاولى حين اعلن ان الدولة الفلسطينية المقبلة يجب ان تقوم ضمن حدود 1967. وقال فيتور ان اوباما بحث هذه الزيارة التي لم يحدد موعدها مع نتانياهو خلال مكالمة هاتفية في 28 كانون الثاني/يناير الماضي. وقال ان "بداية ولاية الرئيس الثانية وتشكيل حكومة اسرائيلية جديدة يوفران الفرصة لتجديد التاكيد على العلاقات العميقة والدائمة بين الولاياتالمتحدة واسرائيل، وبحث المسار الواجب اتباعه بخصوص مواضيع كثيرة ذات اهتمام مشترك بينها ايران وسوريا". واعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ان نتانياهو واوباما "اتفقا على ان تكون الزيارة مناسبة لتأكيد الصداقة المتينة والشراكة بين اسرائيل والولاياتالمتحدة". ولم يحدد موعد زيارة اوباما بعد، غير ان وسيلة اعلام اسرائيلية ذكرت تاريخ 20 اذار/مارس، فيما قال مسؤول فلسطيني كبير طلب عدم كشف اسمه ان زيارة اوباما مقررة "مطلع اذار/مارس" بعد زيارة وزير الخارجية جون كيري "في 15 و16 شباط/فبراير". وقال نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية لوكالة فرانس برس ان "الرئيس محمود عباس يرحب بزيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما لفلسطين". واضاف "نامل بان تكون زيارة الرئيس اوباما بداية لسياسة اميركية جديدة تؤدي الى تجسيد قيام دولة فلسطينية مستقلة على اراضي دولة فلسطينالمحتلة منذ عام 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية". ورفضت وزارة الخارجية الاميركية الادلاء باي تعليق ردا على اسئلة فرانس برس. وقال المسؤول الفلسطيني ان "زيارة اوباما ستكون مهمة جدا لانها تثبت بان الادارة الاميركية الجديدة ستهتم بقضيتنا وتوليها اهمية". وتابع "نأمل في ان تسمح (هذه الزيارة) بتحريك المفاوضات لايجاد حل يقوم على اساس الدولتين ضمن حدود 1967". ومنحت الجمعية العامة الفلسطينيين في 29 تشرين الثاني/نوفمبر وضع دولة مراقب غير عضو في الاممالمتحدة.