باريس (رويترز) - قالت مصادر فرنسية يوم الثلاثاء إن دولا ساعدت في الإطاحة بمعمر القذافي ستجتمع في باريس الاسبوع القادم لبحث كيفية إرساء الاستقرار في ليبيا التي تعاني من مشاكل أمنية منذ الاطاحة بالزعيم الراحل. وتستضيف فرنسا التي قادت الجهود الدولية للاطاحة بالقذافي وزراء ودبلوماسيين كبارا من الولاياتالمتحدة وبريطانيا ودول عربية والاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي للمشاركة في الاجتماع الذي سيعقد يوم الثلاثاء في باريس. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن جدول الأعمال سيشمل "التعاون الأمني والنظام القانوني وسيادة القانون". وتخشى ليبيا ودبلوماسيون أجانب نزوح مقاتلين إسلاميين ماليين وأجانب بعد التدخل الذي قادته فرنسا في مالي. وإذا لم يتم إحكام السيطرة على حدود مالي فسيشكل تهريب الأسلحة تهديدا آخر. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي "الوضع الأمني الليبي مبعث قلق حقيقي لجيرانها وللدول التي ساعدت في عملية انتقال السلطة." وأضاف "ينبغي أن نساعد الليبيين في الحصول على الأدوات اللازمة لأمنهم. إنه وضع صعب لأنهم يحتاجون لإعادة بناء كل شيء في الدولة." وتهاجم قوات فرنسية المتمردين الإسلاميين في مالي منذ ثلاثة أسابيع في حين تحتشد قوة افريقية قبل حملة تدعمها الأممالمتحدة للاطاحة بالمتمردين الذين سيطروا على شمال مالي في ابريل نيسان. وأثارت العملية العسكرية في مالي توترا في شمال افريقيا وتعهد متشددون اسلاميون بضرب المصالح الفرنسية والغربية. وقتل مسلحون مرتبطون بالقاعدة 38 شخصا معظمهم رهائن أجانب الشهر الماضي عندما سيطروا على منشأة غاز جزائرية ردا على العمليات العسكرية الفرنسية في مالي. وتشعر دول أوروبية بالقلق بشأن الأمن وحثت رعاياها على مغادرة مدينة بنغازي في شرق ليبيا يوم 24 يناير كانون الثاني وأرجعت ذلك إلى تهديد "محدد وشيك" على الغربيين بعد أيام من الهجوم على منشأة الغاز الجزائرية. وأغضبت الدعوة لمغادرة ثاني أكبر مدينة في البلاد الليبيين الذين يحرصون على جذب استثمارات أجنبية لاعادة بناء البنية الاساسية التي دمرت ودعم صناعة النفط بعد الانتفاضة التي أطاحت بالقذافي. ورغم ذلك تشعر ليبيا بالقلق من تدفق الاسلحة والمقاتلين من مالي عبر الجزائر والحدود الليبية الصحراوية ما لم يتم تأمين حدود مالي. وقال وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز يوم 24 يناير كانون الثاني إن امتداد أزمة مالي يمكن أن يقوض الأمن الليبي وحث الاممالمتحدة على نشر قوات حفظ سلام في مالي فور انسحاب القوات الفرنسية. وقال مبعوث الاممالمتحدة الخاص طارق متري رئيس بعثة المنظمة الدولية في ليبيا يوم 29 يناير كانون الثاني إن السلطات الليبية تواجه تحديا أمنيا خطيرا في الشرق حيث قتل السفير الامريكي وثلاثة امريكيين اخرين في سبتمبر ايلول. ويمكن أن تفاقم معارضة الجماعات المتشددة المسلحة للتدخل العسكري في مالي الوضع في ضوء الانتماءات الايديولوجية والعرقية وصعوبة السيطرة على الحدود الليبية. (إعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)