قتل صحافيان خلال اقل من 24 ساعة في سوريا هم مراسل سوري وصحافي فرنسي من اصل بلجيكي، في حين دعت مفوضة الاممالمتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي مجلس الامن الى احالة ملف النزاع على المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم حرب مرتكبة. وقالت بيلاي بعد اجتماع مغلق لمجلس الامن الجمعة "انا اؤمن بشدة بان جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية قد ارتكبت ولا تزال ترتكب ويجب التحقيق فيها". اضافت "دعوت مجلس الامن الى احالة القضية الى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي ارتكبتها جميع اطراف النزاع". اضافت ان الضحايا في سوريا "يرون ان الاممالمتحدة لا تقوم بمسؤوليتها" لحمايتهم. لكن بيلاي قالت بعد الاجتماع انها لا ترى مؤشرا على استعداد المجلس المنقسم حول النزاع السوري المستمر منذ 22 شهرا، على اتخاذ قرار بشأن طلب تقدمت به 57 دولة الاثنين لاحالة ملف النزاع على المحكمة الجنائية. وفشل المجلس في اتخاذ قرارات بشأن النزاع، مع استخدام موسكو وبكين الحليفتين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد حق النقض "الفيتو" ثلاث مرات لمنع اصدار اي قرارات تدينه، علما ان روسيا والصين وسوريا ليست اعضاء في المحكمة. وقالت دمشق الجمعة ان "الحكومة السورية تشارك تلك الدول (الموقعة على الطلب) قلقها من تطورات الاوضاع الانسانية في سوريا وانتهاكات حقوق الانسان التي تقوم بها المجموعات الارهابية المسلحة". واسفت في رسالتين الى الامين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الامن "لاصرار تلك الدول على انتهاج مقاربة خاطئة ترفض الاعتراف بواجب الدولة السورية في حماية شعبها من الارهاب المفروض عليها من الخارج"، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا). ويفرض النزاع السوري الذي حصد اكثر من 60 الف شخص، ظروفا ميدانية صعبة على الصحافيين. فقد قتل الجمعة مراسل قناة الجزيرة القطرية محمد المسالمة (33 عاما) المعروف بمحمد الحوراني، برصاص قناص تابع للقوات النظامية السورية في محافظة درعا (جنوب)، بحسب ما افادت القناة مساء. واوضحت القناة الى ان المسالمة، وهو سوري، استهدف "خلال تغطيته لاشتباكات في بصرى الحرير"، مشيرة الى انه يعمل معها كمراسل متعاون منذ اكثر من عام، وكان "يغطي الأحداث من الخطوط الأمامية في بلدة بصرى الحرير (...) حينما استهدفه قناص بثلاث رصاصات قاتلات". وبث ناشطون على موقع "يوتيوب" الالكتروني شريطا مصورا يظهر فيه المراسل وهو يحمل ميكروفونا عليه شعار القناة، برفقة عدد من المقاتلين المعارضين الواقفين خلف حائط. وفي الشريط، يركض احد المقاتلين الى الجهة الاخرى من المنطقة التي يقفون فيها. وبعد وصوله الى الطرف الآخر، يركض الحوراني ليلاقيه. وقبيل وصوله، يسمع صوت ثلاث رصاصات، ليسقط المراسل ارضا وهو يتلوى من الالم. واشارت القناة الى ان المسالمة "اعتقل من قبل المخابرات الجوية (السورية) في وقت سابق لبداية الثورة"، في اشارة الى الاحتجاجات المطالبة بسقوط الرئيس الاسد، قائلة انه "نشط فيها قبل ان يتحول للعمل الاعلامي". ويأتي مقتل المسالمة غداة مقتل الصحافي الفرنسي من اصل بلجيكي ايف دوباي إثر اصابته برصاص قناص خلال اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية بالقرب من سجن حلب المركزي، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة. وقال ناشطون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي ان القناص هو من القوات النظامية، وكان متمركزا "على سطح السجن المركزي" الواقع الى الشمال من المدينة. واعربت منظمة مراسلون بلا حدود عن قلقها "من الطريقة التي يجد الصحافيون انفسهم فيها وسط العنف المتصاعد"، بحسب ما اوردت على موقعها الالكتروني. ودان رئيس المنظمة كريستوف دولوار "التهديدات المتنامية للصحافيين الذين غالبا ما يستهدفون"، مشيرا الى ان "سوريا هي حاليا البلد الاكثر خطورة على مزودي الانباء". وتشير ارقام المنظمة الى مقتل 17 صحافيا من الاجانب والسوريين، اضافة الى 44 ناشطا اعلاميا، منذ منتصف بدء النزاع. وادت اعمال العنف الجمعة الى مقتل 119 شخصا في حصيلة غير نهائية، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف المناطق السورية. ومن القتلى 12 شخصا على الاقل قضوا "إثر انفجار في منطقة المحافظة في مدينة حلب"، بحسب المرصد الذي المح مديره رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس انه ناجم عن قصف جوي لان "نسبة الدمار وحجم الدمار يوحيان بانه قصف من الطيران". كذلك، اتهم ناشطون معارضون النظام بقصف المنطقة. وكتبت صفحة "مركز حلب الاعلامي" ان "عشرات الضحايا" قضوا "في قصف بالطيران الحربي على حي المحافظة". من جهته، قال مصدر عسكري سوري لفرانس برس ان "صاروخ ارض ارض اطلق على الحي من منطقة بستان القصر الواقعة تحت سيطرة مسلحي المعارضة أثناء تعامل الطيران مع نقاط لاطلاق الهاونات في حي بستان القصر" الخاضع لسيطرة المقاتلين المعارضين. وهي المرة الثانية في ايام تتضارب المعلومات عن انفجار في غرب حلب. فقد قتل الثلاثاء 87 شخصا في انفجارين في جامعة حلب، تبادل طرفا النزاع المسؤولية عنه. وحملت التظاهرات الاسبوعية التي ينظمها الناشطون المعارضون كل يوم جمعة عنوان "جمعة جامعة الثورة... هندسة الشهادة". ورفع المتظاهرون شعارات على علاقة بما جرى في الجامعة، منها "ما رح قدم امتحان حتى يسقط النظام" في تظاهرة في مدينة الباب بريف حلب. في ريف دمشق، استهدفت الغارات الجوية مناطق عدة بينها داريا التي يحاول منذ مدة فرض سيطرته الكاملة عليها، بحسب المرصد. وقال ناشط من المدينة قدم نفسه باسم "ابو كنان" لفرانس برس عبر "سكايب" ان احدى الغارات استهدفت مستشفى ميدانيا، تزامنا مع اشتباكات عنيفة تدور بالقرب منه. وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، قال المرصد ان "اشتباكات عنيفة" تدور بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلين معارضين لنظام الرئيس الاسد يستخدمون "المدفعية الثقيلة ودبابة"، في مدينة رأس العين الحدودية. وقال ناشط من المدينة قدم نفسه باسم "هفيدار" لفرانس برس عبر الانترنت ان وحدات الحماية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، وهو الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، استولت على "دبابة تابعة لجبهة النصرة" الاسلامية والتي ادرجتها الولاياتالمتحدة على لائحة المنظمات الارهابية. ومنذ بداية النزاع، سعى الاكراد للنأي بنفسهم عن الصراع رغم اتهامهم من قبل المعارضة بالعمل لحساب نظام الرئيس الاسد الذي انسحبت قواته من مناطق كردية عدة. والاشتباكات هي الاعنف في المدينة منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حين اندلعت معارك استمرت اياما بين الطرفين بعد دخول المقاتلين المعارضين المدينة في التاسع من الشهر نفسه، وشارك فيها مقاتلون من النصرة ولواء "غرباء الشام".