اسلام اباد (رويترز) - أطلقت قوات الامن الباكستانية النار في الهواء واستخدمت الغاز المسيل للدموع في العاصمة اسلام اباد يوم الثلاثاء في محاولة للسيطرة على احتجاجات يقودها رجل دين يطالب باستقالة الحكومة وهو ما رفضه وزير الداخلية على أساس انه مطلب غير دستوري. ونجح رجل الدين الصوفي محمد طاهر القادري الذي يعتقد ان الجيش يدعمه في حشد عشرات الالاف من أنصاره في العاصمة اسلام اباد للمطالبة باستقالة كبار الزعماء السياسيين في الحكومة المدنية واجراء اصلاحات انتخابية ومحاربة الفساد. وقال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك للقنوات التلفزيونية المحلية بعد وقت قصير من فتح قوات الامن الباكستانية النار في الهواء واستخدامها القنابل المسيلة للدموع في مسعى للسيطرة على المحتجين المؤيدين لرجل الدين "لن نقبل بضغوط القادري لان مطالبه غير دستورية." واظهرت لقطات تلفزيونية بثت على الهواء القوات وهي تطلق النار في الهواء بينما كان مؤيدو رجل الدين يرشقونها بالحجارة. وأبلغ المتحدث باسم القادري رويترز أن الحشود منعت قوات الحكومة من القبض عليه. واضاف ان ستة من مؤيدي القادري اصيبوا بجروح. واكتسب رجل الدين شعبية سريعة منذ عودته من كندا قبل اسابيع داعيا للاصلاحات مما لقي هوى بين كثير من الباكستانيين المحبطين. ويقول القادري ان الانتخابات المقرر اجراؤها في ربيع هذا العام يجب تأجيلها لأجل غير مسمى لحين استئصال الفساد المستشري في باكستان. وأثارت دعوته انقسامات بين الباكستانيين. ففي حين يراه البعض بطلا إصلاحيا فان اخرين يعتبرونه أداة محتملة في يد الجيش ذي النفوذ والذي له تاريخ من الانقلابات والتدخل في الانتخابات. وقد لا يشكل القادري تهديدا فوريا للحكومة المدنية التي تساندها الولاياتالمتحدة. لكن دعوته الي اصلاحات شاملة أضعفت حزب الشعب الباكستاني الحاكم الذي فشل في التغلب على العديد من المشاكل الصعبة مثل تمرد حركة طالبان وانتشار الفقر. وقليلون هم الذين يعتقدون ان الجيش الباكستاني لديه الرغبة في انقلاب اخر خصوصا وأن المحكمة العليا تقف بالمرصاد للجنرالات. لكن محللين يقولون إن الجيش سيكون سعيدا أن يرى شخصيات مثل القادري تسلط الضوء على عيوب الحكومة وقد يلعب دورا خلف الكواليس لدعمه. وينفي الجيش مساندة القادري. وبدأ يوم الاثنين عشرات الالاف من الباكستانيين الشيعة في دفن ضحاياهم الذين سقطوا في هجوم طائفي في مقابر جماعية عقب انتهاء ثلاثة ايام من الاحتجاجات ضد واحد من أسوأ الهجمات التي شهدتها باكستان في تاريخها بعد ان وعد رئيس الوزراء بتنفيذ مطالبهم بإقالة حكومة اقليم بلوخستان. وانهى الشيعة اعتصامهم الذي استمر ثلاثة ايام وبدأوا في دفن ضحاياهم بعد اجتماع رئيس الوزراء راجا برويز أشرف مع زعماء من طائفة الهزارة الشيعية في مسجد قرب المكان الذي شهد وقوع تفجيريين متزامنين في مدينة كويتا. وكان اعضاء من الهزارة الشيعة قد جلسوا بجانب 96 من جثث ضحاياهم الذين قتلوا في تفجيري يومي الخميس في مدينة كويتا رافضين دفنهم للمطالبة بحماية أفضل من مثل هذه الهجمات الطائفية. وقبل زعماء الشيعة بدفن القتلى بعد ان سافر رئيس الوزراء الى عاصمة اقليم بلوخستان ووافق على بعض مطالبهم. وقال رئيس الوزراء انه سيقيل رئيس وزراء اقليم بلوخستان وحكومته. وكويتا هي عاصمة الاقليم. وعبر أشرف عن أسفه العميق تجاه الحادث. وقال رئيس الوزراء انه سيفرض حكما يتيح له تغيير السلطات المحلية التي يتهم الهزارة بعضها بالتحريض على العنف ضد الشيعة. وانتشرت الاحتجاجات على الهجمات التي يتعرض لها الشيعة في باكستان في شتى انحاء البلاد. وأعلنت جماعة عسكر جنجوي السنية المحظورة المسؤولية عن التفجيرين اللذين اسفرا عن مقتل ما لا يقل عن 96 شخصا. وتواجه الحكومة الباكستانية أيضا تمرد طالبان الباكستانية المتمركزة قرب حدود أفغانستان. من مباشر بوخاري