اعلن الجيش المالي الذي استعاد السيطرة على كونا غداة سقوطها في ايدي المتشددين الاسلاميين ان المعارك العنيفة التي شهدتها هذه المدينة الواقعة في وسط البلاد اسفرت عن مقتل "حوالى مئة" من المقاتلين الاسلاميين. وفي تصريح لفرانس برس قال الليفتنانت عثمان فاني المسؤول في قيادة العمليات في منطقة موبتي التي تتبع لها كونا "لقد اوقعنا في صفوف الاسلاميين في كونا عشرات القتلى، بل حوالى مئة. نحن نسيطر على المدينة، كل المدينة". واكد مصدر امني في المكان لفرانس برس عبر الهاتف مقتل "43 اسلاميا على الاقل" في المعارك التي شهدتها كونا، في حين قال احد سكان المدينة في اتصال مع فرانس برس "لقد رأيت عشرات الجثث"، مشيرا الى انها جثث لرجال يرتدون الزي البدوي ويغطون رؤوسهم بعمامات وليس بينهم من يرتدي زيا عسكريا. واكد شاهد عيان اخر انه شاهد "24 جثة على الاقل" في احد احياء المدينة، مضيفا "الكثير من المنازل دمرت. الطائرات الفرنسية اطلقت النيران بغزارة". واعلن وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لودريان السبت ان ضابطا فرنسيا قتل خلال غارة شنتها مروحيته الجمعة على "رتل لارهابيين" في وسط مالي كانوا يزحفون باتجاه الجنوب بعد استيلائهم على مدينة كونا في وسط مالي، والتي استعاد جيش مالي السيطرة عليها في ما بعد. وقال الوزير خلال مؤتمر صحافي ان المروحية شنت الغارة قرابة الساعة 15,00 تغ و"تمكنت بدعم من الجيش المالي من تدمير العديد من الوحدات الارهابية واوقفت تقدمهم. (...) خلال هذه المعارك العنيفة اصيب احد طيارينا بجروح توفي على اثرها". واضاف ان الضابط الطيار "اصيب بنيران سلاح مشاة خفيف وليس بنيران مدفعية. لقد وصل جريحا ونقل الى مستشفى في موبتي". واعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بيان عن "حزنه العميق" لمقتل الضابط، مقدما "تعازيه الحارة" الى اسرته واقاربه. من جهته اعلن الاميرال ادوار غيار رئيس اركان الجيوش الفرنسية ان العملية التي تشنها قواته في مالي اطلق عليها اسم "سيرفال" او "القط النمر" (يعرف ايضا باسم البج وهو قط متوحش موطنه الصحراء الافريقية). واوضح الاميرال ان العملية الجارية في مالي تديرها "على المستوى التكتيكي" قيادة عمليات مقرها مالي، و"على المستوى الاستراتيجي قيادة عمليات مقرها باريس الى جانب وزير الدفاع ورئيس الجمهورية". واضاف "انها عملية فرنسية"، وذلك ردا على سؤال عما اذا كانت المانيا تشارك في هذه العملية. من جهة ثانية اعلن لودريان ان وحدات فرنسية انتشرت اعتبارا من مساء الجمعة في باماكو لحماية الرعايا الفرنسيين المقيمين في عاصمة مالي بعيد ساعات من بدء العملية الفرنسية.