استدعت الهند السفير الباكستاني الاربعاء للاحتجاج على مقتل اثنين من جنودها والتقارير عن قطع رأس احدهما في تبادل لاطلاق النار عند الحدود المشتركة ادى الى تاجيج التوتر في جنوب آسيا. وفي اسلام اباد نفى الجيش الباكستاني الاربعاء ان تكون قواته قتلت جنديين هنديين. وقتل الجنديان اثر اندلاع تبادل لاطلاق النار في منطقة كشمير المتنازع عليها ظهر الثلاثاء عندما وجدت دورية كانت تتحرك وسط الضباب جنودا باكستانيين على بعد 500 متر داخل الاراضي الهندية، بحسب الجيش الهندي. ووعد وزير الخارجية الهندي سلمان خورشيد في ساعة متأخرة الثلاثاء، بان رد نيودلهي سيكون "متكافئا" مضيفا ان كبار مسؤولي الحكومة والجيش سيقررون الاربعاء كيفية التحرك بعد هذا الحادث "المشين". وكخطوة اولى استدعت وزارته السفير الباكستاني سلمان بشير لتقديم شكوى بخصوص الاشتباك الذي سدد ضربة لجهود السلام بين الجارين النوويين اللذين خاضا ثلاثة حروب منذ استقلالهما. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية سيد اكبر الدين لوكالة فرانس برس "تم استدعاء سفير باكستان للقاء وزير الخارجية". واعلنت السلطات الهندية ان جثة احد الجنديين "تعرضت لتشويه مريع" فيما افادت تقارير ومصادر عسكرية بانه تم قطع رأس احد الجنديين. ونقلت جثتا الجنديين الى مستشفى عسكري في راجوري شمال الهند حيث سيؤكد تشريح مدى اصابتهما وما اذا تم قطع رأس احدهما كما اعلن المتحدث باسم الجيش الهندي راجيش كاليا لوكالة فرانس برس. وقال وزير الدفاع الهندي ايه.كي انتوني الاربعاء ان "عمل الجيش الباكستاني استفزازي جدا. والطريقة التي تعاملوا بها مع جثتي الجنديين الهنديين غير انسانية". وقال خورشيد ان الهجوم الذي اعقب تبادلا لاطلاق النار عند الحدود في عطلة نهاية الاسبوع وقتل فيه جندي باكستاني، يهدف الى القضاء على عملية سلام هشة اساسا. وهذا الحادث يؤجج مجددا التوتر بين القوتين النوويتين اللتين استأنفتا بشكل خجول حوار السلام بينهما بعد تجميد العلاقات اثر اعتداءات بومباي في 2008 التي نسبتها الهند الى مجموعة اسلامية يوجد مقرها في باكستان بدعم من الجيش الباكستاني. وفي اسلام اباد نفى الجيش الباكستاني الاربعاء اعلان الهند ان قواته قتلت جنديين هنديين في تبادل لاطلاق النار على الحدود في كشمير. وقال مسؤول عسكري في رسالة الى الصحافة ان "السلطات الهندية ابلغت بان باكستان اجرت تحقيقا على الارض ولم تعثر على اي عنصر يمكن ان يؤكد ادعاءات الهند". وقال خورشيد لقناة ان.دي تي في الاخبارية الثلاثاء "سنتخذ القرار الاربعاء بشأن ما سنفعله وبأي طريقة". وهذه اول ازمة تواجه خورشيد منذ توليه مهامه اواخر تشرين الاول/اكتوبر. واججت عناوين الصحف التوترات حيث نددت صحيفة "ميل توداي" على صفحتها الاولى ب"جزاري الجيش الباكستاني" فيما ذكرت صحيفة هندوستان تايمز ان الجندي الاخر ذبح. ووقع الاشتباك في منطقة مندهار على بعد 173 كلم غرب مدينة جامو، العاصمة الشتوية للولاية. وتقول مصادر الجيش ان اشتباكات اخرى وقت مساء الثلاثاء على طول الحدود المعتمدة بحكم الامر الواقع دون ان تسفر عن اضرار وان الهدوء عاد الى الحدود صباح الاربعاء. وقال اكبر ضباط الجيش في كشمير، البريغادير جي.اس سانغا لوكالة فرانس برس ان "الخط الفاصل مستقر". ويسري وقف لاطلاق النار على الخط الفاصل منذ العام 2003، الا انه كثيرا ما ينتهك من الجانبين. وكشمير التي تسكنها غالبية من المسلمين تقع في منطقة الهملايا وتطالب بها الهند وباكستان بالكامل لكنها تخضع بجزئيها لادارتهما. وكانت كشمير سببا لحربين من بين ثلاثة خاضتها الدولتان منذ استقلالهما عن بريطانيا في 1947.