كان عام 2012 سنة الأولمبياد في العاصمة البريطانية لندن التي نظمت أيضا أولمبياد المعاقين. فبعد سبع سنوات من الاستعدادات انطلقت دورة الألعاب الأولمبية في السابع والعشرين من يوليو بحفل افتتاح مبهر. وتنافس في أولمبياد لندن أكثر من عشرة آلاف لاعب ولاعبة يمثلون مائتي دولة في ست وعشرين لعبة. وشهدت المنافسات لحظات مثيرة وإنجازات تاريخية، وسط صراع مشتعل بين الولاياتالمتحدة والصين على حصد الذهب لضمان صدارة جدول الترتيب. وفي النهاية كانت الصدارة للأمريكيين بإجمالي ميداليات 104 منها 46 ذهبية، وجاءت الصين في المركز الثاني بعد أن توقف رصيد ذهبيتها عند 39. واحتل الفريق البريطاني المركز الثالث بإجمالي 65 ميدالية منها 29 ذهبية. وقد أصبح السباح الأمريكي مايكل فيليبس رسميا اكثر الرياضيين نجاحا في تاريخ الأولمبياد الحديثة بعد أن وصل إجمالي ميدالياته إلى اثنين وعشرين. وحصد فيليبس في لندن ست ميداليات بينها أربع ذهبيات. وفي المسبح الأولمبي أيضا تألقت الصينية يي ش شيوين (16 عاما) عندما حطمت الرقم القياسي العالمي لسباق 400 م سباحة متنوعة في طريقها الى احراز الذهبية. وأذهلت الشابة الصينية الجميع عندما قطعت آخر 50 م حرة من سباقها بزمن 93. 28 ثانية اي اسرع من الأمريكي راين لوكتي بطل المسابقة لدى الرجال، واقل بخمس ثوان من رقمها القياسي الشخصي. وفي التنس الفردي كان الذهب من نصيب البريطاني أندري موري في الرجال والأمريكية سيرينا ويليامز في السيدات. أما في كرة القدم فكانت ذهبية الرجال من نصيب منتخب المكسيك الذي تغلب على المنتخب البرازيلي بهدفين مقابل واحد. بولت في مضمار ألعاب القوى خطف اسطورة العدو ونجم جامايكا يوسين بولت الأضواء بفوزه بذهبيتين سباقي مائة ومائتي متر.وأصبح بولت بذلك أول عداء في التاريخ يحقق هذا الأنجاز في دورتين متتاليتين. ولم يكتف بولت بذلك فقد أحرز مع فريق بلاده ذهبية سباق التتابع مائة متر أربع مرات. وفي لندن كان عداء جنوب افريقيا أوسكار بيتريوس أول رياضي بساقين اصطناعيتين يشارك في ألعاب الأصحاء. نجم آخر تألق في مضمار الأولمبياد هو العداء الكيني ديفيد روديشا الذي فاز بسباق ثمانمائة متر وحطم الرقم القياسي العالمي وسط تشجيع حماسي من نحو ثمانين ألف متفرج. العرب عربيا برز اسم العداء الجزائري توفيق مخلوفي الذي أحرز ذهبية لبلاده في سباق 1500 متر الذي شارك فيه بعد التراجع عن قرار استبعاده بزعم تقاعسه في سباق 800 متر. لكن مخلوفي قدم شهادة طبية تثبت أنه كان يعاني إصابة فسمح له بالمشاركة ليتألق ويحصد الذهب كما تألق السباح التونسي أسامة الملولي وأحرزه ذهبية سباق السباحة الحرة لمسافة عشرة كيلومترات ليصبح أول سباح عربي يفوز بذهبيتين في تاريخ الأولمبياد. وكان الملولي احرز ذهبية سباق 1500 متر سباحة حرة في أولمبياد بكين عام 2008، كما انه احرز برونزية السباق عينه في العاب لندن. وأحرزت مصر فضيتين بواسطة علاء الدين أبو القاسم في المبارزة وكرم جابر في المصارعة. وأحرز المغرب والسعودية والكويت وقطر والبحرين ميداليات برونزية. واختتمت الأولمبياد في 12 أغسطس/آب 2012 بحفل مبهر تم خلاله تسليم الراية الأولمبية إلى مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.