بدا الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز اكثر اقتناعا بأن مرض السرطان الذي حاصره منذ 18 شهرا لن يسمح له بالبقاء في سدة الحكم لأعوام مقبلة كما كان متوقعا نظرا للشعبية التي يتمتع بها في بلاده. ومع دعوته في عطلة نهاية الاسبوع الماضية للفنزوليين بوضع نائبه نيكولا مادورو في الاعتبار ليكون خلفا له، ظهر شافيز وكأنه بدأ بالفعل اجراءات نقل السلطة. ولا يسمح الدستور الفنزويلي بأن يتولى نائب الرئيس السلطات الرئاسية تلقائيا، لكنه ينص على ضرورة عقد انتخابات مبكرة خلال 30 يوما من تاريخ ترك الرئيس لمهامه أو عدم قدرته على ادارة شئون البلاد خلال فترة ولايته الأربعة أعوام الاولى. لكن ضمان انتقال السلطة بشكل سلس لا يبدوا خيارا متاحا طوال الوقت. وظل الرئيس الذي يتمته بشعبية كبيرة بين المواطنين على رأس الحكم في فنزويلا لمدة 14 عاما في الوقت الذي ظل أيضا رئيسا للحزب الاشتراكي الموحد. ويتسم نائب الرئيس بالهدوء ما يجعل من اقناع الفنزويليين بانه مشابه لشافيز الذي يتمتع بالكاريزما وحب الظهور في وسائل الاعلام. وفي تجمع أقيم لصلاة شفاء للرئيس الفنزويلي بعد أنه مازال بحاجة إلى اجراء جراحة جديدة، قالت نوريس ادرياجو، ربة منزل، لم نسمع اسم مادورو من قبل كانت اول مره نعرفه عندما تكلم عنه الرئيس . وقالت أخرى نتمنى أن يكون بنفس الإخلاص لقضية بلادنا وأن لا يكون محتالا . وبالطبع يبدو شافيز مقتنعا بأن نائبة مخلصا ويدعم اهداف الثورة البوليفية الاشتراكية، وبدا ذلك في التعديل الوزاري الاخير حيث كان مادورو المسئول الوحيد الذي احتفظ بمنصبه كوزير للشئون الخارجية كما تولى منصب الرئيس أيضا خلال هذا التعديل. كما أنه ظل في الحكومة منذ 2006 وهي اطول فترة لوزير في عهد شافيز. وخلال التعديل الوزاري نفسه، سمح شافيز لمسؤولين بارزين في حكومته بترك مناصبهم للترشح في انتخابات محافظي الولايات المقرر انعقادها الأحد والتي ترشح فيها نائب الرئيس السابق الياس جاوا ليتولى منصب محافظ ولاية ميراندا منافسا لزعيم المعارضة هينريك كابريلس. وترشح وزير الداخلية السابق في حكومة شافيز طارق الايسامي عن حزب شافيز الحاكم في ولاية اراجوا وترشح وزير الدفاع هنري رانجل سيلفا في ولاية تروجيلو. وقال المحلل السياسي في جامعة فنزويلا المركزية نيسمر ايفانز شافيز يريد وضع أناس يثق بهم في هذه المناصب . ويدرك الحزب الاشتراكي الموحد اهمية توحيد الصف في هذه الفترة الانتقالية وخاصة في حالة عدم وجود شافيز الذي يلعب دورا كبيرا في اظهاره كجبهة موحدة. وفي ليلة اعلان شافيز عن نائبه، وقع الاعضاء البارزون في الحزب الذي يبلغ عددهم 23 عضوا على وثيقة ولاء للأهداف الاشتراكية للثورة . وفي ظل الحالة الصحية غير المستقرة للرئيس، قد يكون توقيت الانتخابات المحلية مؤشرا على المزاج العام في البلاد تجاه الحزب الحاكم الذي يحتل 18 من جملة 23 من حكام الولايات. ويقول لويس فيسنت ليون من أحد مؤسسات قياس الرأي العام إن الاعلان العاطفي الذي قام به شافيز قد يدفع مؤيديه إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات . كما ستحمل الانتخابات المحلية أيضا مؤشرات لنائب الرئيس الذي سوف يترشح في الانتخابات في حالة قرر شافيز التنحي. وقال ليون سيكون السيناريو الأسوأ هو فقدان المعارضة لولايتي ميراندا وزوليا . وتعد ولاية ميراندا التي تشمل العاصمة كاراكاس ذات اهمية كبيرة حيث سيسعى كابريلس الذي هزم امام شافيز في الانتخابات الماضية جاهدا لاسترجاع منصبه السياسي. جاء ذلك بالرغم من تمكنه من توحيد أحزاب المعارضة قبل شهرين من الانتخابات لترشيحه ليكون ممثلا عن المعارضة لمنافسة شافيز وحزبه لكن خسارته يجعل من الصعب اقناع احزاب المعارضه اختياره مرة أخرى. وفي هذا الوقت يبدو فوز شافيز بفترة رئاسية جديدة في أكتوبر/تشرين تمتد 6 سنوات كأنه كان منذ فترة بعيدة. وحتى حلول يناير/كانون الثاني المقبل والذي كان من المقرر ان يشهد تأدية شافيز لليمين الدستورية قد تعيش فنزويلا فترة من عدم الاستقرار.