كركوك (العراق) (رويترز) - تعهد رئيس كردستان العراقية مسعود البرزاني خلال زيارة لمدينة كركوك يوم الاثنين بحماية المصالح الكردية في تحد للحكومة المركزية العراقية فيما يخص الاراضي والمناطق المنتجة للنفط المتنازع عليها. واشتد التوتر بين المنطقة الكردية شبه المستقلة وبين بغداد بعد ان ارسل الجانبان قوات لتعزيز مناطق على امتداد حدودهما الداخلية المتنازع عليها وهو ما اقترب بهما من حدود المواجهة في نزاعمها الطويل. وزار البرزاني المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في كركوك وهي مدينة ينظر اليها على انها مثار توتر بين العرب والأكراد بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق قبل عام. وقال البرزاني في ضواحي كركوك إن الأكراد على مر التاريخ لم يختاروا الحرب كوسيلة لكن هذا لا يعني انهم سيجلسون مكتوفي الايدي وهم يتعرضون للقهر. وأضاف ان الأكراد يعارضون الحرب ولا يحبونها ولكن اذا آلت الامور إلى الحرب فسيقاتل الشعب الكردي كله للحفاظ على ما وصفه بالهوية الكردية لكركوك. وتأتي زيارة البرزاني لكركوك ولهجته الصارمة في الوقت الذي يحاول فيه مسؤولون أمريكيون التفاوض لانهاء المواجهة العسكرية التي بدأت الشهر الماضي عندما ارسلت بغداد وكردستان قوات لتعزيز مواقعهما حول مدن تقع على حدودهما الداخلية. ورغم ان كركوك تقع خارج المحافظات العراقية الشمالية الثلاث التي تديرها كردستان تطالب بها المنطقة الكردية تاريخيا. وأجل طويلا إجراء احصاء للسكان لتحديد ما اذا كانت الأغلبية في المدينة للعرب أم للأكراد. وتضم كركوك بعضا من اكبر احتياطيات النفط في العالم وتنتج حقول النفط حولها نحو خمس صادرات العراق الاجمالية من النفط التي تبلغ 2.6 مليون برميل يوميا. وكانت القوات الأمريكية تقف عازلا بين المنطقتين حتى رحيلها عن العراق. ومنذ ذلك الحين زاد التنازع بين الحكومة المركزية ومنطقة كردستان حول السيطرة على الارض والنفط. وتعتمد كردستان على الحكومة المركزية للحصول على حصتها من الميزانية الوطنية. لكن التوتر زاد منذ ان وقعت المنطقة الكردية اتفاقات مع شركات نفط كبرى مثل اكسون وشيفرون لتطوير حقولها النفطية وهي خطوة تعتبرها بغداد تحديا غير دستوري للحكومة المركزية.