اظهرت الانتخابات التمهيدية لليسار الايطالي لاختيار مرشح الى الانتخابات التشريعية في ربيع 2013، والتي شارك فيها الاحد اكثر من ثلاثة ملايين ايطالي، حيوية الساحة السياسية رغم الاجواء المتوترة. وتصدر زعيم الحزب الديموقراطي بيير لويجي بيرساني الانتخابات التمهيدية كما كان متوقعا بحصوله على 44,9% مقابل 35,5% لخصمه ماتيو رينزي رئيس بلدية فلورنسا الشاب، بحسب النتائج الجزئية التي نشرت صباح الاثنين. وصرح ماريو شنتورينو الاستاذ في العلوم السياسية في جامعة ميسينا (صقلية) لفرانس برس "في اوج ازمة سياسية وارتفاع نسبة الممتنعين شهدنا مثالا للديموقراطية في اجواء متوترة". وشارك حوالى 3,1 ملايين ايطالي في الاقتراع الذي فتح لكافة مناصري يسار الوسط الذين تزيد اعمارهم عن 18 سنة، وكان عليهم توقيع مذكرة تثبت بانهم يؤمنون بالافكار التقدمية ودفع مساهمة من 2 يورو. واضاف "حتى اذا فاز بيرساني في الدورة الثانية (المقررة الاحد) لا يمكننا ان نمحو وجود رينزي: تجدد قسم من اليسار عبر ثورة ثقافية" معتبرا ان الناخبين "اعجبوا بهذا الاقتراح السياسي المتجدد". والتناقض واضح جدا بين بيرساني (61 عاما) الذي انتخب وزيرا مرتين ورينزي (37 عاما) الذي كان غير معروف منذ زمن ليس ببعيد والمصمم على "التخلص" من رجال النظام الشيوعي السابق. وقال جاكومو ماراماو الاستاذ في الفلسفة السياسية في جامعة روما ان "رينزي حقق نجاحا مهما (...) لا اعتقد ان المشاركة كانت ستكون بهذا الحجم لولا رينزي الذي اعطى دفعا لهذه الانتخابات التمهيدية. لقد قدم نفحة تجديد وابقى عامل المفاجأة في نتيجة الاقتراع". ويتنافس خمسة مرشحين في هذه الانتخابات لقيادة ائتلاف من اليسار الوسط وربما تولي منصب رئيس الوزراء في الانتخابات التشريعية الربيع المقبل. ويحتل المسؤول عن منطقة بولييه نيكي فندولا (54 سنة) منتقد سياسة التقشف التي تنتهجها حكومة مونتي، المرتبة الثالثة. واضاف ماراماو ان "فندولا حصل ايضا على اعتراف في حين انه زعيم حزب سياسي غير ممثل في البرلمان" (اليسار البيئوي والحرية). وبحسب فرانكو ديبينيديتي كاتب الافتتاحيات في صحيفة "ال سولي 24 اوري" الاقتصادية ان "اداء رينزي الممتاز يمثل التجديد السياسي الوحيد في ايطاليا في الاونة الاخيرة". وقال "خلال بضعة اشهر نجح احدهم في البروز من دون دعم حزبي وهذا يثبت حيوية الساحة السياسية". واوضح "انها علامة ايجابية!". ومضى يقول "انه امر مذهل اذا ما قارناه بما يحدث في صفوف اليمين حيث يدمر حزب سيلفيو برلوسكوني (شعب الحرية) الذي حصل على 40% من الاصوات نفسه"، في حين هناك جدل داخل الحزب حول جدوى تنظيم انتخابات تمهيدية من عدمها. وقال ديبينيديتي "المهم هو قدرة رينزي على جذب ناخبي الوسط واليمين" من دون حسبان التهديد الذي يشكله على اليمين بروز مرشح وسطي في صفوف اليسار. والانتخابات التمهيدية في معسكر اليسار نظمت للمرة الاولى في ايطاليا في تشرين الاول/اكتوبر 2005 عندما انتخب خبير الاقتصاد رومانو برودي زعيما للاتحاد، التحالف غير المستقر بين الشيوعيين السابقين والوسطيين وانصار البيئة، في اقتراع شارك فيه اكثر من 4,3 ملايين ايطالي.