أدلى مسؤولون أمريكيون من أجهزة المخابرات ووزارة الخارجية بشهاداتهم في جلسات مغلقة بالكونجرس يوم الخميس بشأن الهجوم الذي استهدف البعثة الدبلوماسية في مدينة بنغازي الليبية والذي تحول إلى قضية مثيرة للخلاف بين الجمهوريين وإدارة الرئيس بارك أوباما. وكان من المقرر أن يدلي المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية ديفيد بتريوس بشهادته في الجلسات المغلقة أمام لجنتي المخابرات بمجلسي النواب والشيوخ يوم الخميس قبل استقالته الأسبوع الماضي بسبب علاقة خارج نطاق الزواج. لكنه سيمثل وحده أمام اللجنتين صباح يوم الجمعة للإدلاء بشهادته. واتهم الجمهوريون إدارة أوباما بتقديم معلومات مضللة في الأيام الأولى التي أعقبت الهجوم الذي وقع في 11 سبتمبر أيلول الماضي وأسفر عن مقتل السفير الأمريكي لدى ليبيا وثلاثة أمريكيين آخرين. ويقول مسؤولون بالإدارة الأمريكية إن تصريحاتهم الأولية بأن الهجوم وقع بشكل تلقائي فيما يبدو اثناء احتجاجات مناهضة لفيلم مسيء للإسلام وليس هجوما متعمدا استندت إلى أفضل المعلومات المتاحة في ذلك الوقت. وهدد اثنان من كبار أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين يوم الأربعاء بالحيلولة دون تعيين سوزان رايس السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة في أي منصب حكومي - وهو تعيين يستلزم موافقة مجلس الشيوخ عليه - بسبب إدلائها بتلك التصريحات الأولية. لكن أوباما دافع عنها قائلا إنها لو كانت الشخص المناسب لتولي أحد المناصب في حكومته فسوف يعينها فيه. ومن المقرر أن تدلي وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بشهادتها أمام الكونجرس بخصوص هجوم بنغازي بعد اكتمال تقرير لوزارة الخارجية وهو ما يرجح ان يكون في ديسمبر كانون الأول. وأدلى مدير المخابرات القومية جيمس كلابر والقائم بأعمال مدير وكالة المخابرات المركزية مايكل موريل ومدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب ماثيو أولسن ونائب مدير مكتب التحقيقات الاتحادي شون جويس ومساعدة وزيرة الخارجية لشئون الإدارة بات كنيدي بشهاداتهم في جلسات مغلقة منفصلة أمام لجنتي المخابرات بمجلسي النواب والشيوخ. وسار كلابر وكنيدي أمام مجموعة من الصحفيين دون الإدلاء بأي تعليق قبل دخولهما القاعة. وعقدت لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب جلسة علنية مع خبراء غير حكوميين يوم الخميس بشأن هجوم بنغازي. وقالت النائبة الجمهورية إليانا روس ليتنين رئيسة لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب في بيان "كان الهجوم الوقح والمنسق والمدبر ضد القنصلية الأمريكية في بنغازي يوم 11 سبتمبر عملا شائنا. ومن الشائن أيضا سلسلة الروايات المتضاربة المحزنة بشأن الهجوم التي تلقيناها من مسؤولي الإدارة في الأسابيع والأشهر التالية له." وأضافت "تشير المعلومات المتلاحقة التي جرى الكشف عنها في التقارير العلنية إلى أن الإدارة فشلت في توفير الحماية المناسبة للقنصلية الأمريكية ورفضت طلبات القنصلية باتخاذ إجراءات أمنية إضافية." (إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح) من سوزان كورنوول وتبسم زكريا