اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الخميس ان بلاده ستطرح سريعا مسألة رفع الحظر الاوروبي على تزويد المعارضة السورية "باسلحة دفاعية"، وذلك قبيل استقباله اربعة من نظرائه الاوروبيين. ويجمع فابيوس الخميس في مقر الخارجية الفرنسية نظراءه الالماني والاسباني والبولندي والايطالي وزملاءهم في حقيبة الدفاع. ويبحث المجتمعون الى جانب الملف السوري قضايا مالي وصعوبة انشاء "اوروبا دفاعية". وافاد مقر الخارجية في بيان ان الوزراء العشرة "سيسعون الى تعبئة اقوى حيال الاشكاليات الامنية الحالية ولا سيما في مالي وليبيا وسوريا ومنطقة البلقان". ويستقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السبت رئيس ائتلاف المعارضة السورية احمد معاذ الخطيب، بعد اعترافه الثلاثاء بالائتلاف المشكل حديثا على انه المحاور السوري الوحيد. وردا على سؤال لاذاعة ار تي ال اكد فابيوس ان مسألة تزويد المعارضة السورية بالسلاح التي تخضع حتى الان لحظر اوروبي "ستطرح من دون شك بالنسبة الى الاسلحة الدفاعية" وبشكل سريع. ولم يقدم الوزير مزيدا من التفاصيل. وقال "انه امر لا يمكننا القيام به الا بالتنسيق مع الاوروبيين". وشدد فابيوس على ان هذه "المسألة ستطرح بما ان الائتلاف (الوطني السوري) طلب منا ذلك"، وذلك بعدما التقى القادة الجدد للمعارضة السورية هذا الاسبوع في القاهرة. ولا تشارك بريطانيا في اجتماع باريس، غير انها ليست غائبة عن النقاش. وقد جمع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الخميس عددا من وزرائه ومسؤوليه العسكريين لبحث الملف السوري ولا سيما احتمال تزويد المعارضة باسلحة. وفي ايار/مايو 2011 اقر الاتحاد الاوروبي حظرا على شحنات الاسلحة المتجهة الى سوريا تم تشديده في تموز/يوليو 2012. واوضحت الخارجية الفرنسية ان الاتحاد الاوروبي قد يقرر باجماع دوله ال27 الاعضاء رفع الحظر او تعديله عبر ادراج استثناءات. وحتى الان زودت السعودية وقطر المعارضة السورية باسلحة خفيفة لكن الجيش السوري الحر يطالب باسلحة للدفاع الجوي لمواجهة غارات طيران النظام على المناطق الخاضعة لسيطرته. واكد فابيوس الخميس انه "ينبغي عدم عسكرة النزاع ولكن بالتاكيد من غير المقبول ان تكون هناك مناطق محررة وان تتعرض لقصف طائرات (الرئيس السوري) بشار" الاسد. ومنذ اشهر تتصدر فرنسا الداعين الى تقديم مساعدة مالية لهذه المناطق التي يسيطر عليها المعارضون السوريون. وقال فابيوس "ينبغي التوصل الى توازن دقيق والامر ليس سهلا، فمن جهة ينبغي تجنب العسكرة ومن جهة اخرى منع تدمير المناطق المحررة". واضاف ان باريس تجري محادثات مع المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية للازمة السورية الاخضر الابراهيمي ومع الروس حلفاء نظام الاسد. كما يبحث الاجتماع في مقر الخارجية الفرنسية الخميس مسألة المشاركة الاوروبية في تدخل عكسري محتمل في مالي. فقد يشارك ما بين 200 و400 عسكري اوروبي في مهمة تدريب لما سيصبح قوة دول غرب افريقيا التي يفترض ان تستعيد السيطرة على شمال مالي من الاسلاميين. وتامل فرنسا ودول اوروبية اخرى من خلال "هذه المبادرة الجديدة الملموسة" في العمل على "اعادة اطلاق اوروبا الدفاعية" بحسب الخارجية الفرنسية.