قال شهود عيان ومصادر أمنية إن أحداث الشغب التي تفجرت بالأردن عقب رفع الحكومة أسعار الوقود خلفت قتيلا من المحتجين يوم الخميس ليكون أول ضحية للعنف الذي امتد إلى عدة بلدات فقيرة بالمملكة. وكان مئات المحتجين قد خرجوا للشوارع يوم الاربعاء بعد أن قررت الحكومة رفع أسعار البنزين واسطوانات الغاز ووقود التدفئة. وسد المتظاهرون الطرق وأشعلوا النار في مبان حكومية ونهبوا متاجر في معان والطفيلة والكرك. وقال الشهود إن محتجا لقي حتفه وأصيب عشرات خلال هجوم على مركز للشرطة في إربد ثاني أكبر مدن البلاد. وشهد الأردن عددا من الاحتجاجات على غرار احتجاجات الربيع العربي المطالبة بإصلاحات ديمقراطية ومواجهة الفساد. لكن التظاهرات اتسمت بالسلمية ولم تستخدم قوات الأمن السلاح. وردد المتظاهرون في بعض الأحيان هتافات ضد الملك عبد الله لكن لم يبد أن هناك حماسا كبيرا للقيام بثورة إذ ينظر إلى الملكية باعتبار أنها ضمان للاستقرار وتوازن المصالح بين العشائر على شرقي نهر الأردن وغالبية المواطنين من ذوي الأصول الفلسطينية. وطاردت قوات الأمن خلال الليل عشرات الشبان ممن كانوا يلقون بالحجارة في الحي التجاري الرئيسي بالعاصمة عمان بعد أن أحبطت الشرطة محاولة من جانب شخصيات معارضة إسلامية وعشائرية للقيام بمظاهرة مناهضة للحكومة. وأكد مسؤولون أمنيون حدوث الاشتباكات وقالوا إن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المئات من الشبان الملثمين ومثيري الشغب الذين هاجموا ممتلكات حكومية وأشعلوا النار في سيارات. ودارت معظم الاضطرابات في مناطق نائية تقطنها عشائر قوية تزود قوات الجيش والأمن بالمتطوعين وتمثل عماد الدعم للأسرة الهاشمية الحاكمة. وقال رئيس الوزراء عبد الله النسور إن رفع الدعم القوي الذي يكلف البلاد ملياري دولار على الأقل سنويا لا مفر منه لتفادي انهيار اقتصادي نجم عن تضخم العجز في موازنة الدولة. من سليمان الخالدي (إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية - تحرير دينا عفيفي)