المنامة (رويترز) - افتتح العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة هذا الأسبوع واحدا من أكبر المسارح في الشرق الأوسط في إطار حملة لتهدئة الاضطرابات التي تعرضت لها الدولة الخليجية على مدى أشهر. لكن البناء الرائع المصمم على شكل مكعب من الزجاج يعلوه سقف ذهبي اللون والمطل على شاطيء البحر قد لا يسهم كثيرا في انهاء الاضطراب القائم بين الأقلية السنية التي تمثل النخبة الحاكمة في المملكة والشيعة الذين يمثلون أغلبية سكان البلاد التي تستضيف الأسطول الخامس الأمريكي. وبلغت كلفة بناء مسرح البحرين الوطني الجديد 50 مليون دولار. ويتسع لعدد 1001 وهو رقم مرتبط في الذاكرة بحكايات ألف ليلة وليلة. وسيبدأ المسرح موسما فنيا حافلا بالنشاط يشمل عرضا لفرقة البولشوي الروسية للباليه وحفلا لمغني الأوبرا الاسباني بلاسيدو دومينجو. وقالت وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة لرويترز "افتتاح اليوم هو إضافة للعمل الثقافي في البحرين وأيضا تقديما لشهر المسرح في المنامة عاصمة الثقافة العربية. هذا الحفل يضيف الكثير عبر النشاطات الثقافية التي تقرب الجميع وتجسد حلم كل مواطن. نستطيع ان نرمم القلوب ونستطيع ان نصل بفكرنا وآرائنا الى الجميع وان يكون متنفسا لكل محبي البحرين." وأنهت حكومة البحرين قبل بضعة أشهر انتفاضة للشيعة الذين يطالبون بدور أكبر في الحكومة. لكن العنف ظهر مجددا وانتشر السخط على الرغم من الاصلاحات التي بينها منح مزيد من السلطات لبرلمان منتخب. وقالت الحكومة الأسبوع الماضي ان خمس قنابل بدائية الصنع تسببت في مقتل شخصين بالمنامة واتهمت جماعة حزب الله اللبنانية بالوقوف وراء الهجمات. ونفت جماعة حزب الله الشيعية الموالية لايران قبل ذلك التدخل في شؤون البحرين. وأسقطت البحرين الأسبوع الماضي أيضا الجنسية عن 31 معارضا بارزا وبرلمانيا وواعظا ومدافعا عن حقوق الانسان في خطوة نددت بها منظمات حقوقية. وفي ابريل نيسان استضافت المملكة ضيوفا من مختلف أنحاء العالم في سباق البحرين ضمن بطولة العالم فورمولا 1 للسيارات في إطار جهودها للخروج من دائرة الاحتجاجات التي أرغمتها على إلغاء السباق العام الماضي. وقالت الشيخة مي "البحرين ليست استثناء لكل ما يجري في العالم ككل. نعيش واقعا يكرس ثقافة الأمل ويقدم كل جميل للمواطنين وكل من يحب البحرين." وجهز المسرح الوطني الجديد بكل الوسائل التقنية الحديثة التي تؤهله لاستضافة العروض الفنية العالمية. ويضم المسرح قاعة خاصة للتجارب المسرحية تتسع لمئة متفرج. وتبلغ مساحة مسرح البحرين الوطني 11669 مترا مربعا. وافتتحت سلطنة عمان في العام الماضي أول دار أوبرا بمنطقة الخليج العربية في خطوة تشير الى تحرك للمضي قدما في الاهتمام بالأنشطة الثقافية في السلطنة على الرغم من الاحتجاجات ذات الصلة بانتشار البطالة وتفشي الفساد. وكشفت إمارة دبي أيضا النقاب عن خطط لانشاء دار أوبرا خاصة بها. وقبل ان تبدأ الامارات العربية المتحدة في جذب الاستثمارات الاجنبية في تسعينات القرن الماضي كانت البحرين مركزا للسياحة الاقليمية والاعلام والمصارف. وتتخذ معظم وسائل الاعلام العالمية التي تغطي منطقة الخليج العربية من البحرين مقرا لها. ويقدر عدد سكان البحرين بنحو 600 ألف نسمة. ويقول مسؤولون بحرينيون انهم يرغبون في استعادة المكانة التي كانت سببا في جذب بلادهم للمستثمرين الاجانب. وتردد ان الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال يعتزم اطلاق قناة فضائية جديدة (العرب) من البحرين. وذكر أيضا ان الأمير الذي سار الى جانب ملك البحرين في حفل افتتاح المسرح يعتزم كذلك نقل بعض استثماراته الاعلامية والثقافية الى البحرين من دبي. وقالت وزيرة الاعلام البحرينية سميرة رجب ان البحرين عاقدة العزم على ايجاد وسيلة للخروج من الأزمة بما يمهد الطريق امامها لعرض تميزها الثقافي. وأضافت "المطلوب اليوم هو ان يجلس كل الاطراف المختلفة على الارض ويصلوا الى توافقات على ماذا يريدوا ان يحققوا للبحرين. التوافق هو ما سيتم تنفيذه. لن ينفذ رأي طرف على حساب الطرف الآخر. المشكلة البحرينية ستنتهي بالحوار." من سامي عابودي