تستعد المعارضة السورية التي وقعت فجر اليوم الاثنين على الاتفاق النهائي لتشكيل ائتلاف موحد اكد تصميمه على اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، لايداع اتفاقها لدى جامعة الدول العربية سعيا وراء دعم عربي ودولي لهذا الائتلاف. وعلى الارض، شهدت دمشق الاثنين اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية التي كثفت غاراتها الجوية في مناطق عدة، فيما توتر الوضع مجددا على الحدود الاسرائيلية السورية في هضبة الجولان. ويلتئم مجلس الجامعة العربية بعد ظهر الاثنين في القاهرة على المستوى الوزاري لاجراء مشاورات تتركز على الازمة السورية، فيما يعقد وزراء خارجية او ممثلون عن دول المجموعة المكلفة متابعة الملف السوري (قطر ومصر والجزائر والسودان وسلطنة عمان) اجتماعا يشارك فيه المبعوث الدولي الخاص بسوريا الاخضر الابراهيمي حوالى الساعة 17,00 (15,00 ت غ) في مقر الجامعة في القاهرة للغرض نفسه. وسيرافق الرئيس الجديد لائتلاف المعارضة السورية احمد معاذ الخطيب رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الى القاهرة، ك"خطوة اولى" نحو اعتراف دولي بالائتلاف الجديد. وبعد اجتماعات مطولة استغرقت اياما في الدوحة وبضغط دولي واضح، وقعت المعارضة السورية برعاية قطرية ليل الاحد الاثنين رسميا الاتفاق النهائي لتوحيد صفوفها تحت لواء كيان جديد هو "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية". وانتخب الخطيب، وهو داعية سني توافقي لا ينتمي الى اي حزب او تيار وقريب من المعارض البارز رياض سيف، رئيسا للائتلاف. بينما انتخب سيف، صاحب المبادرة التي اوحت بالائتلاف والمدعوم من واشنطن، نائبا اول للرئيس، وسهير الاتاسي، المعارضة المعروفة، نائبة ثانية. وابقي على منصب نائب ثالث للرئيس شاغرا على ان يسند الى شخصية كردية في وقت لاحق. واعلنت الولاياتالمتحدة على الفور انها ستقدم الدعم للمعارضة السورية الموحدة. وقال مساعد المتحدثة باسم وزارة الخارجية مارك تونر "نحن على عجلة من امرنا لدعم الائتلاف الوطني الذي يفتح الطريق امام نهاية نظام الاسد الدموي والى مستقبل السلام والعدالة والديموقراطية الذي يستحقه الشعب السوري باسره". كذلك، وصف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاحد توحيد المعارضة بانه "خطوة مهمة"، مضيفا ان "فرنسا تقدم دعما كاملا (...) كي يتمكن الائتلاف من تشكيل بديل لنظام بشار الاسد يحظى بصدقية". ودعت روسيا، حليفة دمشق، من جهتها المعارضة الموحدة الى اعطاء اولوية للحوار مع نظام الرئيس بشار الاسد وليس للتدخل الاجنبي، حسب ما اعلن الاثنين المتحدث باسم وزارة الخارجية الكسندر لوكاشيفيتش. ويتطلع الائتلاف السوري الجديد للحصول على الاعتراف والدعم المالي والاسلحة من المجتمع الدولي، الا انه يتعين عليه، بحسب محللين، ان يثبت قدرته على السيطرة على الارض من اجل تسريع اسقاط النظام السوري. وقال الخطيب في اول تصريح له بعد انتخابه ان "الشعب السوري العظيم يتعرض للابادة الممنهجة والتدمير الوحشي"، مطالبا المجتمع الدولي بالايفاء بتعهداته تجاه المعارضة. ميدانيا، استأنف الطيران السوري غاراته على معاقل للمقاتلين المعارضين في مناطق مختلفة من البلاد، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين. وقال المرصد ان 12 شخصا بينهم سبعة مقاتلين معظمهم من جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة قتلوا في قصف من طائرة حربية طال منزلا يعود لعنصر في الامن السياسي كان استولى عليه المقاتلون المعارضون لدى دخولهم مدينة راس العين على الحدود السورية التركية (شمال شرق) الجمعة وقتل في القصف ايضا خمسة مدنيين بينهم طفل وسيدة. ونقلت وكالة انباء "الاناضول" التركية عن رئيس بلدية جيلانبينار الواقعة على الحدود مع راس العين قوله ان هناك جرحى ايضا في الجانب التركي "بسبب تناثر الزجاج جراء وقع الانفجار" الناتج عن القصف. في شمال غرب البلاد، نفذت طائرات حربية غارات جوية عدة على مدينة معرة النعمان التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ التاسع من تشرين الاول/اكتوبر وتسعى القوات النظامية الى استعادتها، بحسب المرصد. وشملت الغارات مناطق اخرى قريبة من المدينة في ريف ادلب. كذلك، سجلت غارات على مدينة البوكمال الحدودية مع العراق في محافظة دير الزور (شرق) وبلدة دبسي عفنان في محافظة الرقة (شمال) وقرى وبلدات في ريف دمشق. وقتل سبعة اشخاص في سقوط قذائف على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوبدمشق حيث تدور اشتباكات عنيفة منذ الصباح في حي التضامن المجاور للمخيم بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة. واستقدمت القوات النظامية تعزيزات تتضمن جنودا ودبابات الى المنطقة واقتحمت بعض المناطق في الحي. في محافظة حمص (وسط)، افاد المرصد عن مقتل ما لا يقل عن 13 عنصرا من قوات الامن والجيش النظامي اليوم "اثر كمين نصبه لهم مقاتلون من كتائب مقاتلة قرب بلدة حسياء جنوب مدينة حمص". من جهة اخرى، اعلن الجيش الاسرائيلي الاثنين انه وجه "ضربة مباشرة" الى مصدر قذيفة هاون اطلقت من الجانب السوري من خط فك الاشتباك وسقطت في الجزء المحتل من هضبة الجولان، وذلك غداة اطلاقه "اعيرة تحذيرية" على مصدر قذيفة مماثلة. وقال بيان للجيش "ان قذيفة هاون سقطت في ارض خلاء بالقرب من قاعدة للجيش في وسط هضبة الجولان، وذلك في اطار النزاع الداخلي الدائر في سوريا، من دون ان تسفر عن اضرار او اصابات"، مضيفا انه "ردا على ذلك، اطلق الجنود قذائف من الدبابات باتجاه مصدر النيران، مؤكدين تحقيق اصابات مباشرة". وهي المرة الاولى التي يحصل فيها مثل هذا التبادل لاطلاق النار على الهضبة منذ 1974. وتدور منذ حوالى اسبوعين اشتباكات بين مجموعات مقاتلة والقوات النظامية في المنطقة المنزوعة السلاح في الجولان، ترافقت مع تحذيرات اسرائيلية عدة. واشار المرصد السوري الى تجدد هذه الاشتباكات اليوم في قرية بئر عجم والى وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وبلغ عدد القتلى الاثنين في سوريا 38، بحسب المرصد الذي يستمد معلوماته من شبكة من الناشطين في كافة انحاء سوريا ومصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية.