لندن (رويترز) - قال رئيس مجلس أمناء هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي.) يوم الأحد إن الهيئة يمكن أن تنتهي ما لم تبادر بإجراء تغييرات جذرية بعد استقالة مديرها العام متحملا المسؤولية عن إذاعة مزاعم زائفة تتناول سياسيا سابقا وتتعلق باعتداء جنسي على طفل. وأضاف رئيس مجلس الأمناء كريس باتن إنه يتعين استعادة الثقة إذا أرادت الهيئة التي تمول من المال العام مواجهة ضغوط المنافسين وخصوصا إمبراطورية روبرت مردوك الإعلامية التي ستحاول انتهاز الأزمة لصالحها. وقال باتن الذي كان يوما شخصية رفيعة في حزب المحافظين بزعامة ديفيد كاميرون وآخر حاكم بريطاني لهونج كونج لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "إذا كنت تقول هل تحتاج بي.بي.سي. إصلاحا هيكليا جذريا شاملا .. فالإجابة هي أنها تحتاج لذلك بكل تأكيد وهذا ما سيتعين علينا القيام به." وأضاف "الأساس الذي يستند اليه وضع بي.بي.سي. في البلاد هو الثقة التي أولاها لها الناس... إذا فقدت بي.بي.سي. ذلك انتهى كل شيء." واستقال جورج انتويسل المدير العام للهيئة يوم السبت بعد شهرين فقط من توليه منصبه متحملا المسؤولية عن إذاعة مزاعم جنسية في برنامج نيوز نايت الإخباري الشهير. وكان الشاهد في التقرير التلفزيوني الذي زعم تعرضه لاعتداءات جنسية في دار للرعاية في أواخر السبعينات قال يوم الجمعة انه أخطأ في تحديد شخصية المعتدي عليه وأشار خطأ الى السياسي الستير ماك ألبين. وأقر برنامج نيوز نايت بأنه لم يعرض على الشاهد صورة ماك ألبين ولم يتصل به للتعليق قبل إذاعة التقرير. وأقر انتويسل -الذي كان يتعرض أصلا لضغوط بعد الكشف عن ضلوع المذيع الراحل جيمي سافيل الذي عمل فترة طويلة في الهيئة وكان من أشهر مقدمي البرامج بها في انتهاكات جنسية ضد أطفال- بأنه لم يعرف أو يسأل عن شخصية السياسي المعني بمزاعم الاعتداءات حتى ظهور اسمه في وسائل التواصل الاجتماعي. ويعتز كثير من البريطانيين بهيئة الاذاعة البريطانية التي تحتفل بعيدها التسعين ويسمونها "العمة" كما تحظى بالاحترام في كثير من دول العالم. لكن مع وجود 22 الف شخص يعملون بها في ثماني قنوات تلفزيونية عامة و50 محطة إذاعية ونشاط مكثف على الانترنت يقول منتقدون انها تواجه معوقات بسبب تعقيد وترهل هيكلها الإداري. وتقول مصادر في مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إنه ابدى ثقته في الهيئة وعبر عن اعتقاده بأنها "إحدى أعظم المؤسسات في هذا البلد" ويمكنها إصلاح نفسها ومعالجة اخفاقاتها. واستبعد كريس باتن الاستقالة من الهيئة لكن من المتوقع أن يقدم مسؤولون آخرون رفيعو المستوى على ذلك. وقال باتن انه يتوقع اعلان خليفة انتويسل في غضون أسابيع لا أشهر. ومن بين التحديات الفورية التي تواجه بي.بي.سي. تهديدات باللجوء الى القضاء. وقال ماك البين وهو حليف مقرب من رئيسة الوزراء السابقة مارجربت تاتشر انه قد يلجأ لمقاضاة الهيئة لطلب تعويض. (اعداد أحمد حسن للنشرة العربية - تحرير عمر خليل)