بيروت (رويترز) - أطلق المئات من أصحاب وعمال المطاعم في لبنان صرخة احتجاج على قانون منع التدخين في الاماكن العامة بما فيها المطاعم والمقاهي الذي دخل حيز التطبيق في سبتمبر ايلول الماضي مطالبين بتعديل القانون عبر تخصيص اماكن للمدخنين. فقد تظاهر المئات من العاملين في المطاعم والمقاهي في بيروت يوم الاربعاء للتنديد بالقرار الذي اعتبروه مجحفا مطالبين بتعليق القانون ريثما يتم تعديله. وفي كلمة القاها في الحشد أعلن رئيس اتحاد النقابات السياحية والفنادق في لبنان بيار الاشقر "حالة طوارىء سياحية" طالبا من المسؤولين اللبنانيين تعليق القانون ريثما يتم تعديله. وقال "نعلن حالة طوارىء سياحية... ونطالب بتعليق القانون حتى لا نرى الشباب واقفين على ابواب السفارات ونرى اصحاب المطاعم على ابواب المصارف وعلى ابواب المحاكم بسبب الافلاسات.. نطلب تعليق القانون مؤقتا." وفي الثالث من سبتمبر ايلول الماضي دخل قانون منع التدخين في الاماكن العامة المغلقة حيز التنفيذ وبات المخالفون عرضة لدفع غرامة مالية بقيمة 90 دولارا للمدخن وأخرى تتراوح بين 900 و2700 دولار على ادارة المكان العام اذا ثبت انهم يغضون النظر عن المخالفين مع امكانية الحكم بالسجن لمدة ثلاثة اشهر اذا تكررت المخالفة. وشكلت النرجيلة عبر سنوات عديدة في لبنان مصدرا للهو والتسلية والمتعة لدى شريحة كبيرة من اللبنانيين والسواح العرب والاجانب واصبح من المعتاد في المقاهي منظر الزبائن الذي تحلقوا في دوائر وتوزعوا افرادا وجماعات وهم يدخنون النرجيلة. وفي كل مطعم يتواجد عمال مختصون بالنرجيلة يرتدون غالبا ازياء تقليدية. ويعتبر عدد المدخنين في لبنان بين المعدلات الاعلى في المنطقة والامراض السرطانية المتصلة بشكل مباشر بالتدخين ترتفع بمعدلات سريعة. وحسب بيانات منظمة الصحة العالمية التي تعود الى عام 2010 فان حوالي 46 بالمئة من الرجال و31 بالمئة من النساء في لبنان يدخنون بانتظام. وقال الاشقر لتلفزيون رويترز "مطالبنا اليوم تعليق القانون بسبب وضع البلد الاقتصادي والسياحي خاصة وان هناك تدهورا وانهيارا في قطاع المطاعم... حتى يصار الى تعديل القانون الذي هو تعديل بسيط جدا متواجد في كل دول العالم وليس فقط في لبنان." أضاف "نحن مع قانون منع التدخين انما نريد ان نرى بعض التعديلات ليقدر القطاع الذي يمثل 150 الف موظف ان يقف على رجليه." ويشهد لبنان تراجعا في السياحة التي تشكل عشرين بالمئة من الدخل القومي بسبب الازمة في سوريا منذ 19 شهرا. وقال بول عريس نقيب اصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي في لبنان ان الاف الموظفين اصبحوا بلا عمل ومئات المؤسسات اقفلت "من الضروري ان يتوقف (القانون) لانه لم يعد عندنا سياحة والقوة الشرائية منعدمة. يريدون ان يقتلونا نحن ايضا. لا لن نقبل." وساد الغضب بين الكثير من المتظاهرين الذين حملوا نعشا ابيض كتبت عليه كلمة "السياحة" وطافوا به وسط الحشود. وتسببت المظاهرة بزحمة سير خانقة في العاصمة بعدما افترش المحتجون طريقا رئيسيا لاكل المقبلات اللبنانية الشهيرة ولشرب القهوة وتدخين النرجيلة والرقص الشعبي. لكن الاعلامية رانيا بارود نائبة رئيسة جمعية حياة حرة بلا تدخين ومنسقة الحملة المدنية لتطبيق القانون وصفت المظاهرة اليوم بانها "هرطقة". وقالت "هذه سابقة جد خطرة وتصريحات مسؤولي النقابة تعتبر بمثابة إخبار للنيابة العامة ... الجهر بعدم تطبيق القانون هو يحتم عقوبات بحسب قانون الجزاء اللبناني." أضافت لرويترز "بالنسبة لنا النقابة ملزمة تطبيق القانون. نحن نعرف ان الكثير من المطاعم ملتزمة بتطبيق القانون لانها تحترم نفسها." ومن جانبه قال النادل ابو قاسم الذي يعمل في مقهي يقدم النرجيلة "لدينا جبال من النفايات والباصات (الحافلات) التي تعمل على الغاز وينبعث منها ثاني اكسيد الكربون لم تر الحكومة من كل هذا الا دخان السيجارة والنرجيلة." (إعداد ليلى بسام للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)