نفذ الطيران الحربي السوري غارات جوية صباحا على مناطق في ريف دمشق ووقع انفجار في قلب العاصمة بحسب ما اكدت وسائل الاعلام الرسمية وناشطون فيما يبدأ المجلس الوطني السوري المعارض في الدوحة اجتماعات تهدف الى تعزيز قاعدته التمثيلية في ظل ازمة ثقة مع الولاياتالمتحدة الساعية الى قيام حكومة سورية في المنفى. واكدت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) وقوع انفجار قرب فندق في وسط العاصمة اوقع سبعة جرحى. وقالت الوكالة ان "تفجيرا ارهابيا وقع قرب مرآب اتحاد نقابات العمال في دمشق واسفر عن وقوع سبعة جرحى بين المواطنين". وكان التلفزيون الرسمي السوري اشار الى ان المرآب يقع خلف فندق داما روز في وسط العاصمة والذي كان المراقبون الدوليون الى سوريا يتخذون منه مقرا. وفي المنطقة التي وقع فيها الانفجار مراكز امنية عدة بينها مقر هيئة الاركان الذي تعرض في 26 ايلول/سبتمبر لتفجيرين انتحاريين قويين تلتهما اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعة مسلحة قتل افرادها الخمسة وبينهم الانتحاريان. ومن جانبه قال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان صدر قبل قليل "تشهد منطقة ساحة الميسات وشارع مشفى امية في دمشق انتشارا امنيا واسعا واغلاقا لبعض الطرق بعد اشتباكات عنيفة وقعت فجر اليوم بين مقاتلين من الكتائب الثائرة وعناصر من الامن قرب فرع الامن السياسي في ساحة الميسات". واوضح ان الاشتباكات استمرت "نصف ساعة". وكان بيان سابق للمرصد اشار الى "تنفيذ طائرات حربية ثلاث غارات جوية على الغوطة الشرقية" في ريف دمشق. وقتل 14 شخصا بينهم ثمانية اطفال وأربع نساء السبت جراء قصف بالطيران الحربي تعرضت له بلدة زملكا في ريف دمشق حيث تجري منذ اشهر عمليات عسكرية واسعة. كما افاد المرصد عن "اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في حي الحمدانية في مدينة حلب". وذكر ان احياء طريق الباب والشعار وجمعية الزهراء في المدينة تعرضت للقصف من القوات النظامية ما ادى الى سقوط جرحى في حي طريق الباب. في مدينة درعا (جنوب)، تعرض حيا طريق السد ومخيم النازحين للقصف من القوات النظامية السورية التي "حشدت اعدادا كبيرة من الاليات والجنود على اطراف الحيين من اجل اقتحامهما"، بحسب المرصد الذي اشار الى "مقاومة شرسة من مقاتلي الكتائب الثائرة". ويأتي ذلك غداة يوم دام قتل فيه 194 شخصا في سوريا هم 79 مدنيا و58 مقاتلا من المعارضة و57 عنصرا من قوات النظام. وسجلت الحصيلة الاكبر من الضحايا في ريف ادلب (شمال غرب) حيث تعرضت بلدات وقرى عدة لعمليات قصف مكثف اوقع 36 قتيلا بينهم العديد من النساء والاطفال. وسيقوم حوالى 286 عضوا من المجلس الذي كان يعد حتى الآن الكيان الرئيسي في المعارضة الساعية الى اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، بتعديل نظام المجلس لزيادة عدد اعضائه وانتخاب هيئة عامة جديدة الاربعاء. الا ان الانظار تتجه الى يوم الخميس الذي سيجتمع فيه المجلس الوطني مع هيئات وشخصيات معارضة اخرى في اطار "اجتماع تشاوري" دعت اليه الجامعة العربية وقطر ويتوقع ان يبحث اجتماع الخميس انشاء حكومة في المنفى برئاسة المعارض البارز رياض سيف. وقال الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون لوكالة فرانس برس ان مبادرة قيام كيان معارض موسع في اجتماع الخميس "يبدو ان اطرافا دولية على راسها الولاياتالمتحدة الاميركية تدعمها"، وهي تحت مسمى "هيئة المبادرة الوطنية السورية". وذكر ان هدف اجتماع الخميس هو "جمع كل المعارضة السورية للتفاهم حول اجندة وطنية وتبني وثائق المعارضة المتفق عليها والخروج بهيئة تجمع كل اطراف المعارضة". ويأتي ذلك بعد ان عبرت الولاياتالمتحدة علنا عن تحفظاتها ازاء المجلس الوطني السوري الذي قالت انه لم يعد يمثل كل المعارضة. واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاربعاء في زغرب انها تنتظر من المعارضة السورية ان تتوسع الى ما هو ابعد من المجلس الوطني السوري وان "تقاوم بشكل اقوى محاولات المتطرفين لتحويل مسار الثورة" في سوريا ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وقال غليون ان فكرة انشاء كيان موسع للمعارضة "ليست سيئة لكن لدينا تحفظات على طريقة طرحها اذ بدت للبعض وكانها تاتي في اطار نفي ما سبق واذا كان هذا الامر صحيحا فنحن نعتبرها مبادرة غير منتجة". واشار الى وجود نقاش داخل المجلس حول هذه المبادرة التي قال انها "مبادرة اميركية"، واعتبر ان اهم ما يكم ان ينتج عنها هو "وضع جهاز تنفيذي لتنفيذ خطة المعارضة". وفي كل الاحوال، جدد غليون رفض المجلس ان تكون المبادرة الجديد بديلا عنه، معتبرا انها "ستصبح منتجة اذا حولناها الى غرفة عمليات للمعارضة وذلك لتسريع اسقاط النظام". والمهمة المنتظرة من المبادرة الوطنية السورية ستكون بحسب غليون "توحيد القوى العسكرية في الداخل ... وتشكيل جهاز تنفيذي بتسلم مهام حكومة منفى" متوقعا الا يتم اعلان حكومة المنفى في اجتماع يوم الخميس. وقال "ارى ان ذلك يجب الا يتجاوز شهرين من الان". وردا عن سؤال عما اذا كان يعتقد ان الاميركيين قد خذلوا المجلس الوطني السوري بطرح هذه المبادرة الجديدة، قال غليون "خذلونا منذ 20 شهرا وليس الان فقط. نعم نعتقد ان المجتمع الدولي قد خذلنا". ورأى ان "هذه الهيئة (المبادرة) سيصبح لها معنى عندما تصبح بداية انخراط حقيقي وعملي للمجتمع الدولي وعلى راسه اميركا، في الصراع الى جانب الشعب السوري واعتقد ان تاخر هذا الانخراط الجدي سيضر بالمصالح الغربية في المنطقة". وخلص الى القول ان "هذه المبادرة كانها محاولة لالتقاط الانفاس من طرف اصحابها فالوضع اصبح خطيرا جدا وهم يرون ايران تتغول والشعب السوري اصبح يقف ضدهم وبشار يرص صفوفه بحلفائه من اللبنانيين وحتى الفلسطينيين"