على الرغم من أن الصحف البريطانية الصادرة الأحد قد ركزت كما هو متوقع على الانتخابات الامريكية الوشيكة إذ امتلأت صفحاتها الرئيسية بالأخبار والتحليلات حول حظوظ مرشحي الرئاسة الأمريكية واهتمامات الناخب الأمريكي، إلا أن الشرق الأوسط حظي بعدد من التقارير وخصوصا الأزمة السورية التي غطت أخبارها معظم الصحف. فقد أفردت جريدة الأوبزيرفر الصادرة اليوم تقريرا مفصلا من مراسلها في حلب، مارتن تشولوف، عن انقسام المجموعات المسلحة السورية المعارضة بسبب شريط الفيديو الذي بثته جماعة جهادية على الإنترنت والذي أظهر إقدام الجهاديين على إعدام عدد من الجنود السوريين الذين وقعوا أسرى عندهم بعد مهاجمة إحدى نقاط التفتيش التي كانوا يحرسونها. وتقول الصحيفة إن الفيديو سبب انقساما بين الجماعات المسلحة التي تقاتل النظام السوري إذ اتهمت المجلس العسكري المدعوم غربيا بالانشغال بالصراع الداخلي وممارسة المحسوبية والفشل في قيادة المعارضة. وتقول هذه المجموعات إن المجلس فشل في إنشاء جيش موحد للمعارضة بسبب رفضه التعامل مع المجموعات الإسلامية وإن هذا، بالإضافة إلى ممارسة المجلس للمحسوبية والتمييز ضد بعض الوحدات، قد جعل بعض المليشيات غير راغبة في الانضباط او تحمل المسؤولية. ويقول تشولوف في تقريره إن المشاهد البشعة التي أظهرها الفيديو والتي تظهر إعدام الجنود على أيدي الجهاديين قد أزعجت وحدات المسلحين في الشمال. ويضيف التقرير إن الجماعات الإسلامية السورية تتصدر القتال في حلب منذ ثلاثة أشهر، إلا أنها غير قادرة على منافسة الجماعات الجهادية العالمية الافضل تدريبا والأكثر تمويلا والتي بدأت تتصدر الحرب على النظام شمالي سوريا. وينقل التقرير عن أحد قادة جماعة لواء التوحيد وهي إحدى الجماعات السورية التي كان لها دور رئيسي في الحرب في حلب، قوله إن جماعة جبهة النصرة المتحالفة مع القاعدة ستكون الوحيدة القادرة على القيام بعمليات قتالية على القواعد والمراكز الأمنية الحكومية وهذا يعني أننا لن نستطيع أن نربح الحرب دونهم . وتقول الجماعات الإسلامية السورية إنها تهدف إلى القيام بأكثر من إزالة نظام بشار الأسد، ومعظم مشايخها وقادتها يرفض أيديولوجية الجهاديين الذين يرون المعركة في سوريا مرحلة مهمة من الحرب الطائفية العالمية. وتقول الصحيفة إن المجلس العسكري يتكون من كبار الضباط الذين بقوا حتى الآن في مخيم في جنوبي تركيا وهم يحصلون على السلاح الذي يأتي من قطر والاموال التي تأتيهم من العالم العربي السني. وفي صفحة أخرى من الأوبزيرفر، هناك تقرير مفصل حمل عنوان مسلمو بورما المضطهدون يحرمون من وطنهم أو الأمل في ملاذ آمن . ويتحدث التقرير عن معاناة المسلمين في بورما الذين يحاولون الهرب من الاضطهاد إلى بنغلادش وتايلاند ولكن دون جدوى لأن هذه الدول لا تسمح بدخولهم، كما إن الأممالمتحدة تحاول مساعدتهم عبر الحصول على مزيد من التبرعات لهم. وتنشر صحيفة التايمز أون صونداي تقريرا مفصلا تحت عنوان إسرائيل تعترف بقتل ابن آوى في عرينه في إشارة إلى مقتل الزعيم الفلسطيني الراحل أبو جهاد في تونس عام 1988. ويقول التقرير الذي أعده من تل أبيب أوزي ماهنايمي، إن إسرائيل كانت متهمة باغتيال أبو جهاد، أحد مؤسسي فتح، لكنها لم تعترف بقيامها بهذه العلمية حتى الآن. ويضيف التقرير إن الجندي الذي أرسل إلى تونس لقتل أبو جهاد، واسمه ناهوم ليفي، والذي قتل في حادث سير عام 2000، كان قد طرد من الجيش لتعاطيه المخدرات لكنه الآن أصبح بطلا قوميا بعد أن اكتشف أنه هو الذي قام باغتيال أبو جهاد. ويمضي التقرير إلى القول إن أبو جهاد، الذي يسميه الإسرائيليون ب ابن أوى كان الهدف رقم واحد لإسرائيل بعد تنفيذه للهجوم على تل أبيب عام 1975، لكنه نجا من كل فخ نصبه له الموساد الإسرائيلي، فكل المحاولات لقتله قد فشلت، من استخدام العبوات الناسفة إلى محاولات الاغتيال إلى استخدام الخونة من الفلسطينيين.