حملت سوريا الثلاثاء تركيا ودول الخليج مسؤولية استمرار "نزف الدم السوري" وتقويض مهمة الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي. وقال مقدسي في بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه انه كان "جليا لجميع المراقبين عدم الالتزام التركي والخليجي بانجاح قرار وقف العمليات العسكرية الذي التزمت به القيادة السورية، مما يحملهم مسؤولية استمرار نزف الدم السوري". واعتبر ان الامر "يشكل تقويضا صريحا من هذه الأطراف لمهمة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي عبر الاستمرار بسياسة تمويل وتسليح وإيواء المجموعات الإرهابية المسلحة". وتستخدم دمشق عبارة "المجموعات الارهابية المسلحة" للاشارة الى المقاتلين المعارضين والمطالبين باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد. من جهة ثانية، اعتبر مقدسي ان وزير الخارجية التركي داود أوغلو يستمر في "تبني منهج الهروب للامام ورفض إجراء أية مراجعة نقدية لسياسات هدامة أثبتت فشلها على الأرض واستمرار علانية استهداف أمن واستقرار الجار المباشر سوريا". واشار الى ان المواقف الاخيرة لداود اوغلو تدل على "الاستمرار بجر وتوريط الشعب التركي بسياسات الحكومة التركية التي بات من الواضح انها لم تعد تحظى بالرضا والاجماع"، لانها "لا تتماشى اصلا مع مصالح و طبيعة الروابط التاريخية والأخوية" بين الشعبين السوري والتركي. وكان داود اوغلو رفض الثلاثاء اقتراحا روسيا لاجراء مفاوضات مع دمشق لأن "لا معنى لحوار مع نظام يستمر بقتل شعبه حتى خلال عيد الاضحى" حسب قوله. وكانت هدنة عيد الاضحى التي اقترحها الابراهيمي واعلن طرفا النزاع التزامهما بها، سقطت منذ الساعات الاولى للجمعة 26 تشرين الاول/اكتوبر الذي صادف اول ايام العيد. وسقط خلال الهدنة المعلنة خلال عيد الاضحى 560 قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وتشهد العلاقات بين دمشق وانقرة توترا منذ دعمت تركيا الاحتجاجات التي انطلقت منتصف آذار/مارس 2011 للمطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الاسد.