الغيت السبت زيارة كان مقررا ان يقوم بها خمسة نواب اوروبيين الى طهران بعدما رفضت السلطات الايرانية السماح لهم بلقاء المخرج جعفر باناهي والمحامية نسرين ستوده الفائزين بجائزة ساخاروف للعام 2012، في اطار التوتر مع طهران بشان برنامجها النووي. وكان من المقرر ان يتوجه خمسة نواب من اليسار ومن انصار البيئة، من 27 تشرين الاول/اكتوبر الى 2 تشرين الثاني/نوفمبر، الى طهران في زيارة رسمية تنظم في اطار المبادلات مع البرلمان الايراني. وهي الزيارة الاولى منذ العام 2007. وكان يفترض ان تبدأ هذه الزيارة بعد 24 ساعة من منح البرلمان الاوروبي جائزة ساخاروف --التي تمنح سنويا لمدافع عن حقوق الانسان والديموقراطية-- الى المخرج بناهي والمحامية نسرين ستوده. وبناهي وستوده محكوم عليهما بعقوبات قاسية بالسجن في بلدهما لنشاطهما المعارض. وجعفر بناهي محكوم بالاقامة الجبرية في طهران. وحكم عليه في تشرين الاول/اكتوبر 2011 بالسجن ستة اعوام ومنع من الاخراج او كتابة الافلام او السفر او التعبير عن رايه طيلة عشرين عاما. اما نسرين ستوده، احد الوجود المهمة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان في ايران، فتمضي عقوبة بالسجن 11 عاما. وقال مصدر في البرلمان الاوروبي في بروكسل ان "النواب الخمسة كانوا على وشك الاقلاع الى طهران حين تلقت رئيسة الوفد اتصالا هاتفيا من السفير الايراني لدى الاتحاد الاوروبي يبلغها فيه انه لن يسمح لهم بلقاء الفائزين بجائزة ساخاروف". وكان يفترض ان يسلم الوفد الذي كان برئاسة تارجا كرونبرغ باليد الدعوة لتسلم الجائزة في ستراسبورغ في كانون الاول/ديسمبر. وقال البرلمان في بيان انها تبلغت صباح السبت انه "يستحيل ضمان" اجراء هذا اللقاء "في مهل قصيرة الى هذا الحد". واضاف البيان ان كرونبرغ وبعد تبلغها "الغت زيارة الوفد التي كانت تعتبر فرصة لاعادة فتح الحوار مع النواب الايرانيين والمجتمع المدني في البلد". واتخذ القرار بالاتفاق مع رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز الذي "اعرب عن اسفه الشديد لرفض السماح بلقاء حائزي جائزة ساخاروف". وكان شولتز توقع الجمعة ان يعود الوفد الى بروكسل اذا منع من مقابلة حائزي جائزة ساخاروف. وباسم كتلة النواب الخضر، اعربت النائبة نيكول كييل-نيلسن عن اسفها لان "الحكومة الايرانية اختارت تعزيز عزلتها". وفي طهران، دان كاظم جلالي رئيس اللجنة البرلمانية المكلفة العلاقات مع البرلمان الاوروبي الشروط "غير العقلانية" التي وضعها نواب اوروبيون، في اشارة الى اللقاء مع حائزي الجائزة. وقال حسين شيخ الاسلام مستشار رئيس مجلس الشورى الايراني للشؤون الدولية ان "ايران رفضت شرطا وضعه الوفد البرلماني للاتحاد الاوروبي الذي يريد لقاء سجينين"، كما نقلت وكالة الانباء الطلابية. واضاف "اذا كان الوفد موافقا على القدوم الى ايران على الرغم من ذلك وفق البرنامج المعد مبدئيا، فليس هناك اي اعتراض على الزيارة. لكن لا يمكننا قبول هذا الشرط المسبق". واثارت هذه الزيارة الجدل حتى داخل البرلمان الاوروبي ذلك ان بعض النواب كانوا يخشون من ان يستخدمها النظام الايراني لمصلحته. وندد رئيس كتلة المحافظين البريطانيين مارتن كالانان الجمعة بمبادرة "معيبة" ستستخدم برايه على انها "هدية دعائية" من قبل ظهران. وكانت كرونبرغ وعدت بان تشدد خلال الزيارة على قلق الاوروبيين في ما يتعلق بوضع حقوق الانسان في ايران "مباشرة لدى المسؤولين وممثلي المجتمع المدني". وياتي منح جائزة ساخاروف في حين لا يتوقف الاتحاد الاوروبي على غرار الولاياتالمتحدة عن تشديد ترسانة العقوبات الاقتصادية ضد ايران التي يشتبه في انها تسعى الى امتلاك السلاح الذري، بهدف دفع النظام الى استئناف المفاوضات.