يعقد الجمعة في باماكو اجتماع دولي يتناول خصوصا استعادة شمال مالي الذي تحتله حركات اسلامية مسلحة منذ اكثر من ستة اشهر ويهدف خصوصا الى تسريع التدخل العسكري. وسيلقي الرئيس المالي بالوكالة ديونكوندا تراوري كلمة يفتتح بها الاجتماع، امام كبار ممثلي الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (سيدياو) والاتحاد الاوروبي. ويتوقع ان يصادق رؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي المجتمعين الجمعة من جهتهم ايضا في بروكسل على بيان يعربون فيه عن "استعدادهم لمساعدة مالي في جهودها الرامية لاعادة دولة القانون واستعادة حكومة ديمقراطية تمارس نفوذها على مجمل اراضي مالي". وجاء في مشروع البيان ان الاتحاد الاوروبي مستعد من اجل ذلك "لتسريع تخطيط مهمة محتملة في اطار سياسة الدفاع والامن المشتركين للمساعدة على اعادة تنظيم وتدريب قوات الدفاع المالية". وقد مني الجيش المالي بهزيمة نكراء امام متمردي الطوارق من الحركة الوطنية لتحرير ازواد الذين شنوا هجوم في كانون الثاني/يناير وتحالفوا مع حركات اسلامية موالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي سيطرت بعد ذلك على كافة مناطق شمال مالي وهي ثلاث مناطق ادارية تمثل ثلثي اراضي مالي. ولا يستطيع هذا الجيش الذي تراجعت معنوياته ويفتقر الى التجهيز، استعادة الشمال الذي تفرض فيه الحركات الاسلامية المسلحة الشريعة بقوة وترتكب العديد من الانتهاكات مثل القتل والرجم وبتر الاعضاء والجلد وتدمير الاضرحة والاماكن المقدسة. وقد تم الحسم في مبدا ارسال قوة قوامها ثلاثة الاف رجل من المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا مدعومة بالاممالمتحدة وبدعم لوجستي من بعض الدول الغربية لكن يجب على دول غرب افريقيا توضيح تشيكلتها وحاجاتها ومهامها للاسراع في نشر تلك القوة. وهذا هو هدف اجتماع باماكو. وافاد مصدر غربي ان على دول مجموعة غرب افريقيا ان تبدا في تحديد "الخطوط الاستراتيجية العريضة" للتدخل وان تعرض مطالبها في المجال العسكري "وتمضي قدما في تحديد الحاجات" والوسائل التي سيوفرها المجتمع الدولي. ووصل غودلاك جوناثان رئيس نيجيريا، اكبر بلد افريقي من حيث عدد السكان، والذي يتوقع ان يقدم اكبر عدد من الجنود لتلك القوة، صباح الجمعة الى باماكو حيث سيلتقي قادة الاحزاب السياسية المالية. وفضلا عن اعداد التدخل العسكري يتناول المشاركون في الاجتماع ايضا مسالة المفاوضات مع بعض المجموعات المسلحة التي تحتل شمال مالي الى جانب القاعدة لكنها ترفض "الارهاب" وانقسام مالي. وتجري تلك المفاوضات خصوصا مع جماعة انصار الدين الحركة الموالية حاليا لتنظيم القاعدة التي يقودها زعيم طرقي كان متمردا واصبح جهاديا يدعى اياد اغ غالي بهدف جمع كل الطوارق في حركة موحدة والتخلي عن انقسام البلاد والتحالف مع تنظيم القاعدة. وفي الشمال، بدا الوقت ينفد حيث افاد شهود عيان الاربعاء ان الاسلاميين المسلحين "يزدادون همجية". وتحدث وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان عن "اسابيع" وليس "اشهرا" لنشر تلك القوة الامر الذي يبدو للعديد من المشاركين في اجتماع باماكو انه يكاد يكون مستحيل الانجاز. ومن بين المشاركين في الاجتماع نكوسازانا دلاميني زوما، الرئيسة الجديدة لمفوضة الاتحاد الافريقي والايطالي رومانو برودي موفد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخاص لمنطقة الساحل.