يصل الموفد الاممي والعربي الاخضر الابراهيمي الى دمشق السبت، بحسب ما افادت وزارة الخارجية السورية وكالة فرانس برس. وقال المتحدث باسم الوزارة جهاد مقدسي لفرانس برس ان الابراهيمي، الذي دعا الى وقف لاطلاق النار في سوريا خلال عيد الاضحى، "سيلتقي صباح السبت وزير الخارجية وليد المعلم". وتأتي المحطة السورية للابراهيمي الموجود في عمان اليوم، ضمن جولة في المنطقة شملت السعودية وتركيا وايران والعراق ومصر ولبنان، وتخللها طرحه وقف اطلاق النار في سوريا خلال العيد الذي يصادف في 26 تشرين الاول/اكتوبر المقبل. ولقي هذا الطرح تأييد عدد من الدول الاقليمية والمنظمات المعنية بالنزاع السوري الذي اكد طرفاه استعدادهما للبحث في وقف إطلاق النار خلال الاضحى شرط التزام الطرف الآخر به. ويصل الابراهيمي الى دمشق وسط اجواء مؤاتية لجهوده التي تركز "على إقناع الأطراف بالموافقة على تحقيق هدف جزئي وموقت"، بحسب ما كتبت صحيفة "البعث" التابعة للحزب الحاكم في افتتاحيتها اليوم. واشارت الصحيفة الى ان طرح وقف النار في الاضحى "هو بمثابة نواة أولى للحل واختبار للنوايا في نفس الوقت، بغية تثبيته وتوسيعه لاحقا". واعتبرت ان طلب الموفد الدولي من "بعض الاطراف الاقليمية والدولية" عدم مد "المجموعات المسلحة" بالسلاح والبناء على النقاط الست لسلفه كوفي انان واعتماده مفردات حل "سيادي" في سوريا، يعكس "قناعة لدى الابراهيمي ان اصعب العراقيل التي تعيق الحل السياسي لا تاتي من الطرف الحكومي". وتابعت "ولعل هذه القناعة هي التي تفسر بذل الرجل جهدا دبلوماسيا شاقا وحذرا لتذليل تلك العراقيل، واتباع ما يمكن تسميته بدبلوماسية التقدم ببطء". واتهمت دمشق الخميس جهات تركية وسعودية بابرام "صفقة" لانتقال عدد من مقاتلي تنظيم "القاعدة" الى تركيا تمهيدا لتسللهم الى سوريا، بحسب رسالتين متطابقتين من وزارة الخارجية الى الامين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الامن الدولي. وقالت الوزارة في رسالتيها اللتين نشرتهما وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) "لدينا معلومات مؤكدة تفيد بقيام بعض الجهات المرتبطة بتنظيم القاعدة بعقد صفقة بين التنظيم وجهات تركية وسعودية تنص على نقل مقاتلي القاعدة الى تركيا ومن ثم الى سوريا". وتحدثت عن تزايد "الدلائل على تورط دول خارجية منها السعودية وقطر وتركيا في دعم وتسليح المجموعات الارهابية في سوريا، بما يساهم أيضا في تعطيل جميع افاق الحوار أو الحلول السلمية، والحاق الاذى بالدولة السورية على المستويين المادي والبشري". ودعت الخارجية السورية مجلس الامن الى "التحرك جديا لردع الارهابيين وتجفيف مصادر تمويلهم المادية والمعنوية ووضع دول العالم كافة أمام مسؤولياتها المعلنة تجاه مسالة الارهاب". وتشهد سوريا منذ منتصف آذار الماضي احتجاجات مطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، تحولت نزاعا عنفيا حصد اكثر من 33 الف قتيل، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ودعا الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في تصريحات نشرت في الكويت الخميس الى وقف النار والحوار في سوريا، الا انه اكد رفضه مقترحا تركيا لمرحلة انتقالية من دون الرئيس السوري. وقال احمدي نجاد بحسبما نقلت عنه صحيفة الانباء "ان استمرار الحرب وقتل الابرياء العزل من المواطنين السوريين الذين يدفعون الثمن غير مقبول ويجب وقف اطلاق النار والذهاب الى الحوار". واعتبر انه "لا بد ان يكون الحل سوريا ويعود الى الشعب السوري". ورفض احمدي نجاد مقترحا كشفت عنه تركيا في وقت سابق هذا الشهر يقضي بتولي نائب الرئيس السوري فاروق الشرع قيادة مرحلة انتقالية. وقال "ان هذا يعني اننا نفرض حلا خارجيا على السوريين، الحل يجب ان يكون سوريا وليس مفروضا من الخارج والشعب السوري هو من يقرر عبر الانتخابات". وشنت الطائرات الحربية السورية الخميس غارات جديدة على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية ومحيطها في شمال غرب البلاد، بحسب ما افاد صحافي في وكالة فرانس برس والمرصد السوري لحقوق الانسان. وتأتي هذه الاحداث غداة سقوط 140 قتيلا في اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد. واشار الصحافي الى ان طائرات مقاتلة حلقت فوق المدينة ومحيطها في ساعات الصباح الاولى، وألقت ما لا يقل عن خمسة قذائف على معرة النعمان الخاضعة لسيطرة المقاتلين المعارضين، وعلى اطرافها الشرقية. من جهته قال المرصد "بدأت الطائرات الحربية غاراتها على ريف معرة النعمان حيث نفذت غارة على قرية معر حطاط واخرى على بسيدة". واوضح الصحافي ان المقاتلين استخدموا الرشاشات المضادة للطيران في التصدي للطائرات المغيرة، من دون ان يتمكنوا من ذلك. وكان المقاتلون المعارضون نجحوا الاربعاء في اسقاط مروحية تشارك في الاشتباكات في محيط معرة النعمان. كذلك شنت الطائرات الحربية غارات على قريتي دير شرقي ودير الغربي في محيط معرة النعمان، بحسب المرصد. واشار المرصد الى ان "مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة ومقاتلين من جبهة النصرة" يقصفون بقذائف الهاون معسكر وادي الضيف، الاكبر في المنطقة والذي يحاصره المقاتلون المعارضون، وحاولوا اقتحامه خلال الايام الماضية. وتشهد هذه المدينة الواقعة في محافظة إدلب ومحيطها، غارات متكررة منذ ان سيطر المقاتلون المعارضون عليها في 9 تشرين الاول/اكتوبر الجاري، وعلى جزء من الطريق السريع بين دمشق وحلب (شمال) بالقرب من معرة النعمان، مما مكنهم من اعاقة امدادات القوات النظامية. وفي محافظة حمص (وسط)، تتعرض مدينة القصير للقصف من قبل القوات النظامية "التي سيطرت على قرى في ريفها خلال الايام الفائتة وتحاول فرض سيطرتها على المدينة"، بحسب المرصد. واوردت صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم ان القوات النظامية استكملت "تطهير" بلدة جوسية الحدودية مع لبنان التي اقتحمتها الاربعاء، و"قضت على عشرات الإرهابيين في القصير المدينة، وواصلت مهمتها في إحكام الطوق على العصابات المسلحة التي تتخذ من العمق اللبناني قاعدة لتحركاتها". وتحاول القوات النظامية السيطرة على مناطق في حمص خاضعة لسيطرة المقاتلين المعارضين الذين يعتبرونها "عاصمة الثورة"، لا سيما في أحياء وسط مدينة حمص وريف القصير. ويتهم النظام السوري المقاتلين المعارضين باللجوء الى مناطق في شمال لبنان لا سيما منها ذات الغالبية السنية. وشهدت مناطق حدودية في شمال لبنان ليل الاربعاء سقوط قذائف من الجانب السوري، واطلاق مسلحين النار من الجانب اللبناني على الاراضي السورية، بحسب مصدر امني لبناني. وفي دير الزور (شرق)، افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان "مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت بعبوة ناسفة فجر اليوم (الخميس) خط نقل الغاز الممتد من دير الزور الى تدمر وخط نقل النفط الممتد من حقل العمر الى حقل التيم فى قرية مراط شمال دير الزور، ما أدى الى حدوث حريق عند نقطة التفجير فى الخطين". ونقلت عن مصدر مسؤول في وزارة النفط ان الشركة "أوقفت ضخ الغاز والنفط فى الخطين لحظة الانفجار، الامر الذى أدى الى اخماد الحريق". وسقط الاربعاء 51 مدنيا و49 جنديا نظاميا و40 مقاتلا معارضا في مختلف انحاء سوريا، حيث حصدت الاشهر العشرين للنزاع اكثر من 33 الف قتيل، بحسب المرصد. وجرى تبادل اطلاق نار مساء الاربعاء على الحدود اللبنانية السورية بدون ان يسفر عن وقوع ضحايا، بحسب ما افاد مسؤول امني لبناني وكالة فرانس برس. وقال المصدر ان "الجيش السوري اطلق قذائف على لبنان بعدما فتح مسلحون لم تعرف هويتهم النار عبر الحدود قرب بلدة العبودية" في شمال لبنان. واوضح المسؤول طالبا عدم كشف اسمه ان "احدى القذائف سقطت في جوار النهر الكبير" مشيرا الى ان "سكان محيط العبودية هربوا من منازلهم للاحتماء في وسط القرية". واضاف ان مسلحين في لبنان اطلقوا النار بالرشاشات على الاراضي السورية فرد الجيش السوري مستخدما الدبابات والرشاشات. وتابع ان "الجيش اللبناني كثف دورياته غير ان التوتر لا يزال يخيم رغم توقف اطلاق النار". والحدود بين البلدين غير مضبوطة بالكامل سواء في الشمال او البقاع (شرق) وهي غير محددة في كثير من النقاط.