واشنطن (رويترز) - في وقت كانت استطلاعات الرأي تشير فيه إلى أن الأمريكيات يحولن تأييدهن إلى المرشح الجمهوري للرئاسة ميت رومني بعث الرئيس الديمقراطي باراك أوباما لهن يوم الثلاثاء برسالة قوية جعلت منافسه يتلعثم للحظات. وفي مناظرتهما الثانية قبل الانتخابات الرئاسية في السادس من نوفمبر تشرين الثاني طرق أوباما بيد من حديد على قضايا مثل المساواة بين الجنسين في الأجور وحق المرأة في منع الحمل وفي الإجهاض وهي موضوعات لم يرد ذكرها في المناظرة الأولى التي جرت في الثالث من أكتوبر تشرين الأول وتفوق فيها رومني على أوباما. وتمكن رومني من تقليص الفارق بينه وبين أوباما في استطلاعات الرأي منذ مناظرتهما الأولى بل وتقدم عليه في العديد من القضايا المطروحة في الاستطلاعات. وأظهر استطلاع أجرته رويترز ومؤسسة إبسوس تراجع التأييد للرئيس الديمقراطي بين النساء خاصة المتزوجات منهن. وأظهر الاستطلاع الذي أجري خلال الأسبوع المنتهي في 14 أكتوبر تشرين الأول أن 59 في المئة من النساء البيض المتزوجات يؤيدن رومني مقابل 30.4 في المئة فقط يؤيدن أوباما. وأعطى هذا لرومني مكسبا بواقع ثماني نقاط مقارنة بما كان عليه الوضع قبل المناظرة الأولى. وإدراكا لأهمية كسب تأييد النساء كرس أوباما معظم المناظرة الثانية لقضايا تهمهن. ذكر أوباما منظمة (بلاند بارنتهود) المعنية بصحة المرأة خمس مرات وركز على وعد رومني بوقف تمويل المنظمة التي توفر وسائل منع الحمل وعمليات الإجهاض إلى جانب الخدمات الأساسية مثل الكشف عن الأورام بالأشعة. ورد عليه رومني قائلا إنه سيساعد النساء وكل الأمريكيين من خلال النهوض بالاقتصاد. غير أن المرشح الجمهوري كان أقل تحديدا من أوباما فيما يتعلق بقضايا المرأة بل أنه بدا متلعثما في بعض الأحيان. وقالت جنيفر لوليس مديرة معهد المرأة والسياسة بالجامعة الأمريكية يوم الثلاثاء "فقد ميت رومني الليلة أي أرض كسبها الأسبوع الماضي أو الأسبوع والنصف الماضي." وأضافت "كان باراك أوباما قويا بدرجة لا تصدق في التودد للنساء وألقى بظلال من الشك حول تصريحات ميت رومني." وسئل رومني خلال المناظرة كيف سيضمن المساواة بين الجنسين في الأجور فما كان منه إلا أن استعاد كيف أنه شعر بالقلق حين وجد أثناء توليه منصب حاكم ماساتشوستس أن كل المتقدمين لشغل مناصب في إدارته رجال. وقال "رجعت إلى عدد من جماعات المرأة وقلت: هل بالإمكان مساعدتنا في العثور على أناس. فما كان منها إلا أن أحضرت لنا مجلدات مليئة بأسماء نساء." وقال الديمقراطيون إن رد رومني يكشف فيما يبدو كم أن عدد النساء قليل في دائرته المقربة وأشاروا إلى أن المرشح الجمهوري لم يرد بشكل مباشر على مسألة المساواة في الأجور. وتحدث رومني أيضا عن إتاحته ساعات عمل تتسم بالمرونة حتى يتسنى لمديرة مكتبه أن تبقى مع أبنائها لدى عودتهم من المدرسة. وقالت كريستين وليامز وهي ممرضة تعمل في أوهايو إن تعليقات رومني بدت وكأنها قيلت "من 50 عاما". وعلى النقيض من هذا قالت "عندما يتحدث أوباما عن الأمر يجعل روحي تغني." وأشار رومني مرارا إلى أن ملايين النساء فقدن عملهن خلال سنوات أوباما الأربع في الرئاسة. وقال "عدد من يعانين الفقر اليوم يزيد 3.5 مليون عما كان عليه حين تولى الرئيس منصبه." وأضاف "ما يمكننا فعله لمساعدة الشابات والنساء من كل الأعمار هو تحقيق اقتصاد قوي.. قوي بدرجة تجعل أصحاب العمل يتطلعون لتشغيل موظفين أكفاء وضمهم لقوة العمل ووضع جدول مرن يعطي النساء فرصا لم تكن لتسنح لهن دون ذلك." وشدد أوباما على تأييده لقانون ليلي ليدبتر للمساواة في الأجور وهو أول قانون يوقعه بصفته رئيسا والذي يضمن المساواة في الأجور بين الجنسين. وأحجم رومني عن ذكر ما إن كان يؤيد هذا القانون. ورجح محللون أن يلعب أداء أوباما في المناظرة دورا كبيرا في وقف فقده تأييد الناخبات. وقالت سوزان كارول الباحثة بمركز المرأة الأمريكية والسياسة بجامعة راتجرز "سنشهد على الأرجح بعد الليلة تحركا نسائيا في اتجاه أكثر تأييدا لأوباما... أعتقد أن بعض النساء رأين أوباما الذي كن يأملن في رؤيته وخيب أملهن حين لم يظهر في المناظرة الأولى." وفي استطلاع فوري أجرته مؤسسة ديموكراتيك ليك ريسيرتش بارتنرز اعتبرت النساء أوباما هو الفائز في المناظرة الثانية بنسبة 56 إلى 34 في المئة. واعتبر الرجال أيضا أن أوباما هو الفائز وإن كان بفارق أقل هو 49 إلى 43 في المئة. وأحرز أوباما نقاطا بتحدثه عن أمه العاملة وجدته وابنتيه. وقال "لدي ابنتان وأود أن أؤكد أنهما تتمتعان بنفس الفرص المتاحة لأي بنين في أسرة ما." (إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية - تحرير دينا عفيفي)