انطلقت الأربعاء في الرباط أعمال اللجنة العليا المشتركة بين المغرب واسبانيا بحضور رئيسي حكومتي البلدين عبد الإله ابن كيران وماريانو راخوي حيث سيتم توقيع عدة اتفاقيات ثنائية، حسبما أفاد مصور فرانس برس. واستقبل ابن كيران نظيره الإسباني لدى وصوله الى مطار الرباطسلا برفقة وفد وزاري لحضور الدورة العاشرة من اللجنة العليا المشتركة التي لم تلتئم منذ 2008 كما افاد المصدر نفسه. ويتصادف انعقاد هذه الدورة مع الذكرى العشرين لتوقيع معاهدة "حسن الجوار" بين البلدين، وكذلك مع سياق مؤات إلى حد ما في تاريخ العلاقات المغربية الإسبانية، على الرغم من النزاعات الدبلوماسية القديمة كمدينتي سبتة ومليلية الإسبانيتين الواقعتين على اراضي المغرب وتعتبرهما الرباط محتلتين. ومنعت السلطات المغربية، حسبما افاد مصور فرانس برس، اعتصاما أمام القنصلية الإسبانية في العاصمة الرباط، دعت اليه "لجنة التنسيق لتحرير سبتة ومليلية" تزامنا مع انعقاد اللقاء. ووفق البرنامج الرسمي، فانه من المفترض ان يحضر الوفدان المغربي والإسباني حفل افتتاح منتدى للأعمال بحضور رجال أعمال من البلدين. وتحتضن اسبانيا ثانية أكبر جالية مغربية في العالم بعد فرنسا، كما أنها انتقلت في كانون الثاني/يناير من مرتبة ثاني أكبر شريك اقتصادي للمغرب بعد فرنسا الى أول شريك، وبلغ عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة المصدرة لمنتجاتها وخدماتها الى المغرب 20 ألف شركة. وعقد ابن كيران لقاء مع نظيره الاسباني الذي يرتقب ان يلتقي لاحقا العاهل المغربي الملك محمد السادس. ومن المقرر عقد مؤتمر صحافي بعد الانتهاء من التوقيع على الاتفاقات الثنائية. واضافة الى مسألى المدينتين اللتين تعتبرهما الرباط محتلتين تحاول كل من مدريدوالرباط ادارة الملف الحساس للصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة التي ضمها المغرب سنة 1975، وما زالت محل نزاع مع انفصاليي جبهة البوليساريو. كما أن طريقة ادارة ملف الهجرة غير الشرعية من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى الى أوروبا تشكل مصدر خلافات محتملة بين الطرفين، لكن التعاون الأمني الأخير بين الرباطومدريد في ترحيل مئات المهاجرين، حصل في اتفاق تام بين الجانبين على ما يبدو. كما ان الظروف الاقتصادية تبدو واعدة بالنسبة للطرفين، فإسبانيا التي أضرت بها الأزمة كثيرا، تبحث عن مخارج لدى الجارة المغربية حيث تعول كثيرا على المشروع المغربي الطموح لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية عبر خمس محطات ضخمة في أفق 2020. فقد فاز قبل أسبوعين كونسورسيوم يضم شركتين اسبانيتين ومجموعة اكوا السعودية بطلب عروض انشاء المحطة الأولى في ورزازت (جنوب شرق)، بقيمة تقارب المليار دولار. وبالنسبة للجانب المغربي فإن اللقاء الرفيع المستوى الأربعاء، يحمل الكثير من الاخبار الجيدة ومن بينها تخفيف الاجراءات المعقدة للحصول على بعض أنواع التأشيرات للسفر الى اسبانيا، البوابة الأوروبية. وبالإضافة الى ذلك، فإن المغرب من الناحية الاقتصادية، وان لم يتأثر بنفس درجة تأثر اسبانيا بالأزمة، الا ان نسبة نمو اقتصاده تشهد تباطؤا حادا، حيث انخفضت توقعات النمو الرسمية من 4,5% الى أقل من 3% خلال العام 2011، ما يدفع الرباط للبحث بدورها عن فرص جديدة مع الجار الإسباني.