رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - يعبر 23 طالبا وطالبة من خريجي كليات الفنون في الجامعات والمعاهد الفلسطينية عن احتجاجهم على الواقع باعمال فنية ضمن معرض (هذا انا.. هم نحن.. انتم هنا). وافتتح المعرض الذي يضم اعمالا فنية متعددة ما بين الرسم والفيديو والتركيب في قاعة متحف جامعة بيرزيت يوم الاثنين وسيستمر حتى ديسمبر كانون الاول. وقالت ايناس ياسين مديرة المتحف لرويترز "قررنا خلق مساحة للطلاب من مختلف الجامعات والمعاهد لطرح اسئلة لها علاقة بالواقع السياسي والاجتماعي والبيئي من خلال اعمال فنية ترك لهم حرية التعبير فيها." واضافت "الهدف الذي نامل تحقيقه ان تثير هذه الاعمال حالة نقاش بين صفوف الطلبة حول المواضيع التي تتناولها سواء تعلقت بالسياسية والبيئة او الاوضاع الاجتماعية." ويتناول الطلبة في لوحاتهم الفنية الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية باستخدام ادوات مختلفة ومنهم من ذهب الى حد استخدم جسده مثل مهدي براغيثي ليحتج على الطريقة التي تقدم بها المساعدات للاجئين الفلسطينيين. وقال براغيثي فيما كان يقف الى جانب عمله الذي استخدم فيه تقنيات الفيديو "اردت الاحتجاج على الطريقة التي تقدم بها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (اونروا) المساعدات الغذائية في ظل غياب تقديم دعم يهدف الى تحسين اوضاع اللاجئين الاقتصادية." ويظهر براغيثي في شريط فيديو يستمر ست دقائق ممددا على الارض تنعكس على جسده باستخدام الضوء شعارات الدول التي تقدم المساعدات اضافة الى شعار الاونروا وبعد ذلك تختفي المساعدات ويختفي الجسد وتبقى الشعارات. واختارت الطالبة سحر امين ان تظهر الفردية في المجتمع الفلسطيني فعملت على اعادة استخدام مواد مهملة من والورق والحديد والحجارة والزجاج في عمل 15 كرسيا باشكال واحجام مختلفة. وقالت "هذا العمل يعكس حالة حب السيطرة والسلطة في هذا المجتمع." وهناك من وجه في عمله الفني انتقادا الى ما وصلت اليه الاوضاع السياسية الفلسطينية كما فعل الطالب جعفر الاسمر في عمله (دولة رام الله) حيث اختار النسر المستخدم شعارا للسلطة الفلسطينية وكتب اسفله دولة رام الله. ووجد وائل ابو يابس في عمله الفني (ليمون) وسيلة للتذكير بليمون فلسطين الذي كان يزرع على الساحل وكتب الى جانب 12 لوحة يظهر فيها الليمون مقطعا باشكال مختلفة "فقدنا الليمون والاصفر والاخضر فقدنا الساحل." وابدت الفنانة التشكيلة فيرا تماري المحاضرة في جامعة بيرزيت اعجابها الشديد بجرأة الطلبة في طريقة احتجاجهم على الواقع. وقالت فيرا لرويترز خلال تجولها بالمعرض "هناك الكثير من الاعمال التي تستوقفك ومنها عمل نور ضراغمة التي اختارت الصعود الى مبنى من عدة طوابق قيد الانشاء لتقدم عملا فنيا فيه لتلفت النظر الى هذه المباني الكثيرة المهجورة في رام الله." واضافت "ربما يساهم المعرض في تقليل الفجوة بين الجيلين القديم والجديد من الفنانين من خلال هذا المعرض الذي يقدم رؤية معاصرة للفن." وراى الفنان التشكيلي خالد الحوارني خلال تجوله في المعرض "ان المعرض يكشف عن طاقات ابداعية خلاقة. لديه قدرة كبيرة في التنوع واستخدام وسائل فنية متعددة لخلق علاقة بين الجسد والمكان باستخدام وسائل فنية متعددة." ويامل يزيد عناني مدير المعرض ان يصبح اقامة هذا المعرض الذي يقام للمرة الاولى تقليدا سنويا يقام كل عام. وقال "وجهنا هذا العام دعوات لطلبة الفنون للمشاركة في هذا المعرض وتقدم للمشاركة معنا 23 طالبا. عدد منهم اشترك في عمل فني واحد. اخترنا ان يكون الاحتجاج مادته فكانت هذه الاعمال التي تمتاز بالجرأة الواقعية." واضاف "نامل ان تكون هذه المساحة متوفرة دائما للابداع والمساهمة في خلق حالة نقاش مجتمعية. وفي حال توفرت الامكانيات سنعمل على نقل المعرض الى جامعات فلسطينية اخرى." من علي صوافطة