يصل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس الى الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك للحديث عن خطر ايران نووية املا في الحصول على دعم لفرض المزيد من العقوبات. ويسعى نتانياهو ايضا لاستغلال الفرصة ليظهر للعالم بانه على الرغم من التوتر الاخير مع واشنطن حول فرض "خطوط حمراء"على ايران فان الحليفين مصممان على منع حصول طهران على اسلحة نووية. وقال نتانياهو الاحد "ساكرر بانه يجب عدم السماح لاخطر دولة في العالم بان تسلح نفسها مع اخطر سلاح في العالم" في اشارة لزيارته للامم المتحدة. ومنذ توليه رئاسة الوزراء في عام 2009 وضع نتانياهو باستمرار "التهديد الايراني" في مقدمة سياسته الخارجية حيث حذر مرارا من البرنامج النووي الايراني. وتشتبه اسرائيل القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط لكن غير المعلنة، والغرب بسعي ايران لامتلاك السلاح النووي تحت ستار برنامج مدني، الامر الذي تنفيه طهران. ويرفض نتانياهو استبعاد خيار شن ضربة عسكرية لمنع ايران من الحصول على قدرة مماثلة وطالب في الاسابيع الاخيرة بان تقوم واشنطن بتحديد "خطوط حمر" واضحة امام ايران. ولكن ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما رفضت بشكل قاطع فعل ذلك حيث وصفه مسؤولون كبار بانه عرض سياسي مؤكدين في الوقت ذاته على التزامهم بمنع ايران من تطوير قنبلة. وبدت التوترات جلية عندما رفض الرئيس الاميركي الطلب الاسرائيلي للقاء نتانياهو بسبب جدول اعماله الضيق. وبحسب زلمان شوفال سفير اسرائيل سابقا في الولاياتالمتحدة فانه على الرغم من الخلاف، من المرجح ان يرى نتانياهو في خطابه امام الاممالمتحدة فرصة لتسليط الضوء على وحدة المواقف بين الدولة العبرية والولاياتالمتحدة وهي اقوى حليف لها في المسالة الايرانية. اشار شوفال الى ان نتانياهو سيشدد مرة اخرى انه على الرغم من الخلافات فان الادارتين "متفقتان في الاساس ليس فقط حول خطر ايران ولكن ايضا في عزمهما بعدم السماح للجمهورية الاسلامية بالوصول الى القنبلة". وقال السفير السابق ان رئيس الوزراء الاسرائيلي سيستخدم الاممالمتحدة "كمنصة، على مراى ومسمع من العالم- خاصة الولاياتالمتحدة" مشيرا الى ان الخلافات بينهما ليست "اختلافا على الاسس ولكن على التفاصيل". وخلال زيارته التي تستغرق ثلاثة ايام سيلتقي نتانياهو وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون والامين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر. ومن جهته، اعرب مسؤول اسرائيلي كبير طلب عدم الكشف عن اسمه عن امله ان ينجح خطاب نتانياهو في الاممالمتحدة في زيادة الضغوط على ايران. وقال المسؤول لوكالة فرانس برس "نريد ان نخرج منه مع عزم دولي اكبر واصرار على منع ايران من الحصول على اسلحة نووية". وقال وزير شؤون الاستخبارات دان ميردور بانه سيكون كافيا لو تمكن نتانياهو بوضوح من تقديم موقف اسرائيل من القضايا الرئيسية. واضاف "اذا نجح نتانياهو في تقديم المواقف الاسرائيلية على القضايا الرئيسية -وهو شيء قادر على القيام به-- فان ذلك سيشكل نجاحا". وتطالب اسرائيل بعقوبات اكثر صرامة على ايران حيث ترى بان العقوبات الدولية التي استهدفت الصادرات النفطية الايرانية والقطاع المصرفي لم تحدث تغييرا في سياسة الجمهورية الاسلامية. وقال نتانياهو في اوائل الشهر الجاري لقناتين تلفزيونيتين اميركيتين بانه "خلال ستة اشهر سيكونون قد قطعوا نحو 90% من الطريق" نحو تحقيق هدف امتلاك كمية كافية من اليورانيوم المخصب لانتاج قنبلة نووية. وراى ايتان جلبوع وهو خبير في العلاقات الاميركية الاسرائيلية في جامعة بار ايلان بان اسرائيل ستطالب بعقوبات اكثر قائلا بانه ما زالت هناك سلسلة من اجراءات مؤلمة قد تفرض على ايران مثل فرض عقوبات على الخطوط الجوية الايرانية. واقترح جلبوع ايضا بانه بدلا من حصول نتانياهو على تاكيدات اميركية بالمهاجمة في حال اندفاع ايران لصنع قنبلة، بان تحصل اسرائيل على الاسلحة الضرورية اللازمة لتمكينها من شن ضربة فعالة على المنشات النووية الايرانية. وتابع جلبوع بان نتانياهو من المرجح ان يحاول ايضا النأي بنفسه عن الانتخابات الرئاسية الاميركية المقبلة بعد ادعاءات بان انتقاداته لسياسة الرئيس باراك اوباما حول ايران تعد بمثابة تدخل في التصويت. واكمل "عليه ان يقول+لا يمكن ان اكون مسؤولا عما يفعله المرشحون+" مشيرا الى انه قد يكون من الصعب امام نتانياهو فصل نفسه عن صديقه القديم المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية ميت رومني.