أضاف محققو الأممالمتحدة في قضايا حقوق الانسان المزيد من الاسماء إلى قائمة سرية باسماء سوريين يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب خلال الانتفاضة المستمرة منذ 18 شهرا ضد الرئيس بشار الأسد وقالوا يوم الإثنين ان المزيد من المتشددين الاسلاميين الاجانب يشاركون في القتال هناك. وأضاف المحققون بقيادة باولو بينيرو إنهم جمعوا "مجموعة من الأدلة القوية والاستثنائية" حيث تشن قوات الحكومة السورية ضربات جوية وقصفا كل يوم في اطار هجمات عشوائية على المناطق المدنية. وحث المحققون مجلس الأمن على احالة ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية وهو امر ساندته بريطانيا وفرنسا. لكن دبلوماسيين اوضحوا ان هذا الاجراء يتطلب موافقة روسيا والصين اللتين اعاقتا من قبل جميع الجهود التي استهدفت ادانة سوريا او اقامة دعاوي قضائية امام محكمة جرائم الحرب التابعة للامم المتحدة. وقال بينيرو لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف "انتهاكات حقوق الانسان الجسيمة تزايدت من حيث العدد والسرعة والمدى." وأضاف "هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم." ولم يذكر ما اذا كانت أسماء مقاتلين معارضين واردة في القائمة الجديدة التي تعد تحديثا لقائمة سابقة قدمها فريقه الى نافي بيلاي مفوضة الاممالمتحدة السامية لحقوق الانسان في فبراير شباط. وعرض بينيرو أحدث تقرير لفريقه والذي أصدره الشهر الماضي قائلا ان قوات الحكومة السورية وميليشيات متحالفة معها ارتكبت جرائم حرب منها قتل وتعذيب المدنيين في سياسة موجهة من الدولة فيما يبدو. وتقول الاممالمتحدة ان أكثر من 20 ألفا قتلوا في الانتفاضة السورية المندلعة منذ 18 شهرا ونزح 1.2 مليون داخل سوريا وفر أكثر من 250 ألفا الى الخارج بسبب الصراع. ومضى الخبير البرازيلي يقول إن هناك "وجودا متزايدا ومقلقا" لإسلاميين متشددين في سوريا بعضهم انضم إلى المعارضة في حين يعمل آخرون بشكل مستقل. وأضاف أن وجودهم يؤدي الى اضفاء طابع متشدد على مقاتلي المعارضة الذين ارتكبوا جرائم. وقال بينيرو في مؤتمر صحفي لاحق "الدلالة على وجودهم تتمثل اساسا في التفجيرات والهجمات التي تم رصدها." ومضى يقول "نعتبر ان احد اكثر العناصر المزعجة والمخيفة من هذه الحرب التي طال أمدها هو وجود تلك العناصر" مضيفا ان بعضهم لديه اهدافه الخاصة. وقال "انهم نوع من الاشخاص الذين يصعب السيطرة عليهم" ورفض ذكر اي تفاصيل عن اصولهم قبل اجراء المزيد من التحقيقات. واستشهد بمزاعم بأن مقاتلي المعارضة "استخدموا سجناء لتفجير سيارات ملغومة" مما ادى إلى قتل اسراهم في اعمال شكلت ايضا خطرا على المدنيين. وقالت كارين ابو زايد المحققة الأمريكية البارزة مع بينيرو في الفريق الذي يضم 20 محققا في معرض حديثها عن المتشددين الإسلاميين "هذه العناصر تساهم على ما يبدو في تشدد بعض الجماعات التي بدأت العمل مع الداخل. التفجيرات الاكبر ..النمط.. الطريقة التي يعملون بها هي ما رأيناه في اماكن اخرى من نفس انواع هذه الجماعات." وقال بينيرو انه سيكون من غير المناسب نشر قائمة المشتبه بهم لانه سيكون من حقهم اللجوء إلى قرينة البراءة "افتراض البراءة" كما انه لا توجد آلية حتى الان لتحميل الجناة المسؤولية حيث يمكن الطعن في الادعاءات. وأجرى فريقه أكثر من 1100 مقابلة مع ضحايا ولاجئين ومنشقين على الجيش السوري على مدى عام. وقال "لم نجر لقاءات مع جنود جرحى او اسر قتلى من عناصر الحكومة لان الحكومة السورية لم تسمح لنا بدخول سوريا." واتهم السفير السوري فيصل خباز حموي قوى غربية وعربية بارسال اموال واسلحة لدعم مقاتلين وصفهم بانهم "جهاديون" وحذر من ان هذه الخطة ستجيء بنتائج عكسية. وقال ان "المرتزقة" قنبلة موقوتة ستنفجر لاحقا في البلاد وفي الدول التي تؤيدهم بعد ان يفرغوا من "مهمتهم الارهابية" في سوريا. وقال ان التقرير كان يجب ان يتضمن أسماء الدول التي تدعم "القتلة" ومن بينهم الولاياتالمتحدة وقطر والسعودية وتركيا وليبيا على حد قوله. وأضاف ان "المجموعات الارهابية" النشطة في سوريا جاءت من 17 دولة منها أفغانستان وليبيا واليمن. وقالت روسيا التي استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد كل المحاولات الغربية في مجلس الامن لادانة سوريا ان مقاتلي المعارضة يرتكبون "اعمالا ارهابية" منها الاعدام وان الجهاديين أصبحوا أكثر نشاطا نتيجة "للدعم من الخارج". وقالت الدبلوماسية الروسية ماريا خودينسكايا جولنيشتشيفا "هناك مرتزقة جهاديون يحاربون في صفوف المعارضة. من هم في نظر بعض الدول يحملون الديمقراطية إلى المنطقة يرتكبون في واقع الامر جرائم قتل جماعية." وتسعى دول غربية إلى إدانة أخرى لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد خلال الجلسة ولتمديد تفويض اللجنة بالتحقيق والذي ينتهي هذا الشهر. وقالت ماريانجيلا زابيا سفيرة الاتحاد الأوروبي في جلسة اليوم التي حضرها المبعوث السوري "على المجتمع الدولي أن يضمن عدم انتشار مبدأ الإفلات من العقاب." ووصف المبعوث التركي اوجوز دميرالب الصراع في سوريا بأنه "خطر حقيقي على الامن الدولي" وقال انه يجب محاسبة الذين يقفون وراء تلك الجرائم. (إعداد حسن عمار للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي) من ستيفاني نيبيهاي وتوم مايلز