اطلقت الشرطة في جنوب افريقيا السبت الرصاص المطاطي ودهمت فنادق يقيم فيها عمال وصادرت اسلحة تقليدية في الموقع التابع لشركة لونمين العملاقة المنتجة للبلاتين، وذلك في اطار حملة لمواجهة الاضطرابات المتزايدة في هذا القطاع. ووصلت مروحية عسكرية لدعم قوات الامن التي استخدمت الرصاص المطاطي لتفريق عشرات العمال في مدينة صفيح على مقربة من المكان الذي قتلت فيه الشرطة 34 شخصا في منجم مريكانا. وقال المتحدث باسم الشرطة ثولاني نغوباني لوكالة فرانس برس "كلما شاهدنا هذا التصرف الجامح والناس يطبقون القانون على هواهم بقيامهم بتجمعات غير محمية والتجمهر بشكل غير قانوني، بالتأكيد سنتصرف". واكد ان "الشرطة لن تتردد في التحرك. سنتصرف كما بدأ تحركنا وسنستمر في القيام بذلك". والمداهمات هذه هي اول استخدام للقوة من قبل الشرطة منذ العملية الدامية في 16 آب/اغسطس والتي صدمت العالم. ومنذ ذلك الحين تراقب الشرطة من بعيد تزايدا في الاحتجاجات في منطقة مناجم البلاتين. ودهمت الشرطة مريكانا بعد اقل من 24 ساعة على اعلان الحكومة اجراءات امنية لوقف الاضطرابات التي اجبرت ثلاثة منتجين رئيسيين للبلاتين على وقف العمل في اغنى مناجم البلاتين في العالم. ودهم 500 عنصر شرطة فندقا في منجم لونمين، ثالث منتج في العالم، عند الساعة 2,00 صباحا (00,00 تغ) وصادروا اكواما من القضبان الحديدية والسهام والعصي والمناجل. وتصاعد الدخان الاسود من الاطارات المشتعلة التي تحصن خلفها العمال وكذلك خلف كتل صخرية قاموا بجرها على الطريق الترابي في مساكنهم المتواضعة. واكد نغوباني "استخدمنا الرصاص المطاطي، استخدمنا قنابل صوتية". وبث التلفزيون صورا لاشخاص مصابين بجروح نازفة بسبب الرصاص المطاطي. وشاهد مصور فرانس برس رجلا ينزف بعد اصابته في ساقه وجنبه. وقالت مليتا رماسيدي لوكالة سابا للانباء "مرت آلية مدرعة للشرطة امامنا، كنا مجموعة من الناس والاخرون فروا. وقفت انظر الى ما يجري فاصابوني في ساقي" التي كانت تنزف دما. وارسلت مروحية الجيش لمساندة طوافة الشرطة لكن لم يكن هناك وجود للجنود على الارض. وقالت الحكومة الجمعة ان الوضع ليس حالة طوارئ. غير ان نغوباني لم يستبعد ارسال الجيش لمساعدة الشرطة في حالة الضرورة. وقال "انهم جزء من الدولة، كافة موارد الدولة متاحة لضمان المحافظة على الوضع في مريكانا". واضاف "غير انه في هذه المرحلة ليس هناك اي جندي على الارض او في اي مكان قريب من منطقة عمليات مريكانا". وتم توقيف 12 شخصا صباحا ليرتفع عدد الموقوفين منذ بدأت الحملة الجمعة الى 19. لكن الشرطة قالت انها تحقق مع اخرين. وامتد الخلاف حول الاجور الى مناجم محيطة بعد ان كان بدأ باضراب عشوائي في ميركانا الشهر الماضي تطور الى اعمال عنف ادت الى مقتل ما مجموعه 45 شخصا. والجمعة قالت شركة كستراتا الويز اكبر منتج للفيروسيربوم وشركة اكواريوس رابع منتج للبلاتين في العالم، ان الاحتجاجات والتوترات المتزايدة في المنطقة اجبرتهما على وقف عملياتهما مؤقتا. كما قامت شركة انغلو اميركان بلاتينوم، اكبر منتج للبلاتين في العالم، باغلاق خمسة من مناجمها لمخاوف تتعلق بالسلامة، وذلك بعد ترهيب وتهديد عمالها الذين يحاولون الذهاب الى العمل. وتستهدف الحملة التي تقوم بها الشرطة التجمعات غير القانونية والاسلحة والتحريض والتهديدات باستخدام العنف والتي تميزت بها الاضطرابات، حيث قام الاف العمال الذي شاركوا في التحرك الاحتجاجي بحمل الرماح والمناجل واطلقوا تهديدات ووسعوا حركة الاضراب. ويعتبر قطاع المناجم العمود الفقري لاقتصاد جنوب افريقيا. ويعمل فيه نحو 500 الف شخص ويمثل نحو خمس الناتج الاجمالي المحلي مع احتساب النشاطات المتعلقة به. ويدر هذا القطاع نحو نصف مداخيل صادرات البلاد. وامتدت الاضطرابات الى قطاع الذهب حيث يشارك 15 الف عامل منجم من شركة غولد فيلدز في اضراب منذ الاحد الماضي.