اعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو في مقابلة مع وكالة فرانس برس ان على ايران ان "تفهم الرسالة" التي وجهها اليها مجلس حكام الوكالة بموافقته على قرار ينتقد طهران، وان تلتزم ببحث جوهر المشكلة. وقال يوكيا امانو "استمعنا الى اراء الدول الاعضاء" اثناء اجتماع مجلس حكام الوكالة الاممية الذي انعقد حتى الجمعة. وتابع في هذه المقابلة الذي خص بها فرانس برس في مكتبه الواقع في الطابق الاخير لمقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا "آمل ان تفهم ايران بوضوح الرسالة وتلتزم معنا ب(بحث) المشاكل في الجوهر. هذا هو هدفنا". واوضح هذا الدبلوماسي البالغ من العمر 65 عاما "ان الحوار من اجل الحوار ليس الهدف. لا اريد المراوحة لمجرد النقاش مع ايران. اننا بحاجة لتحقيق نتائج ملموسة". واكد يوكيا امانو الذي تصل ولايته الى نهايتها العام المقبل، بوضوح انه يود تمديدها لاربع سنوات اضافية. وقال في هذا الصدد "انني في صحة جيدة كما ترون. لا ابحث عن وظيفة جديدة ومستعد لولاية جديدة". وقد وافقت الدول الخمس والثلاثون في مجلس حكام الوكالة مساء الخميس باغلبية ساحقة على قرار يدين تزايد انشطة الجمهورية الاسلامية المستمر لتخصيب اليورانيوم، خلافا لقرارات الاممالمتحدة التي تطالب بوضع حد لها. كما تشدد الدول الكبرى التي اعدت النص على اهمية التوصل الى اتفاق مع ايران يمنح مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية مزيدا من الحرية في الوصول الى بعض المواقع والافراد او الوثائق التي قد تساعد على تحديد ما اذا كانت طبيعة البرنامج النووي الايراني سلمية بحتة كما تؤكد سلطات طهران. وحتى الان لم تتوصل الاطراف الى اتفاق بالرغم من عقد اجتماعات عدة هذه السنة وبالرغم من زيارة يوكيا امانو الى طهران. واكد الاخير "حاولنا التوصل الى اتفاق لكن للاسف لم نتوصل الى نتائج ملموسة. هذا الوضع ليس جيدا". وقد انعقد اللقاء الاخير في اواخر آب/اغسطس الماضي. ولم يشأ الالتزام باي موعد للاجتماع المقبل. واذا كان يشعر ببعض "الاحباط" امام الطريق المسدود كما سبق وعبر الاثنين في بداية اجتماع مجلس الحكام فهو لم يفقد الامل. وقال "آمل حقا ان نتمكن من التوصل الى اتفاق لانه السبيل لتسوية المشكلة. ومن مصلحة ايران ان تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وكانت الوكالة نشرت في تشرين الثاني/نوفمبر تقريرا يتميز بلهجته الشديدة ويقدم جملة من العناصر تعتبر ذات مصداقية تشير الى ان ايران عملت على صنع السلاح الذري قبل 2003 وربما بعد ذلك، الامر الذي نفته طهران. وتريد الوكالة بشكل خاص الوصول بسرعة الى موقع بارتشين العسكري القريب من طهران وحيث يشتبه بان طهران تقوم بتجارب تفجير تقليدي يمكن تطبيقه في المجال النووي. وتخشى الوكالة ان تكون السلطات بصدد تنظيف المكان المذكور من اي اثار تشير الى ذلك الامر الذي تنفيه ايران. واكد يوكيا امانو "طلبنا من ايران السماح لنا بالوصول (الى بارتشين) وسنستمر في طلبنا (...) ان مقاربتنا الحالية هي الافضل". واتهم يوكيا امانو الذي يشغل منصب المدير العام للوكالة منذ كانون الاول/ديسمبر 2009 اكثر من مرة بانه مقرب جدا من الولاياتالمتحدة وحلفائها الغربيين. وكانت برقية دبلوماسية كشفها موقع ويكيليكس اشارت الى اصطفافه الى جانب واشنطن في كل القرارات التي تتخذها الوكالة الاممية، لكنه ينفي هذا الامر. وقال "اني مقرب من جميع الدول الاعضاء. والولاياتالمتحدة هي من البلدان المهمة جدا. وايران ايضا بلد عضو مهم وما نفعله يجب ايضا ان يتجاوب مع مصالح ايران". وفي ما يتعلق بالامن النووي، وهو مجال اخر لتدخل الوكالة، اعتبر ان على الدول بذل مزيد من الجهود لتحسين نظام الانذار لديها من "اي حادث خطير" والتأكد من قدرة السلطات المعنية بضبط هذا القطاع على القيام بدورها بشكل فعال. ولفت الى ان "احدى العبر التي استخلصناها من حادث اليابان هي ان هيئة الضبط ليست للاسف مستقلة بشكل كاف وبالنتيجة فان المراقبة غير كافية". واضاف "ان حادث (محطة) فوكوشيما اثار وعيا كبيرا بالنسبة لنا. وباتت محطات عديدة افضل تحضيرا لحالة طارئة"، و"اليوم لا احد ينكر ان السلامة تأتي في المصاف الاول".