تونس (رويترز) - قالت رئيسة منظمة تونسية تعنى بمناهضة التعذيب في البلاد يوم الثلاثاء ان التعذيب أصبح ظاهرة مستفحلة في تونس بعد الثورة محذرة من ان استمرار هذا الوضع من شأنه ان يعرقل جهود استعادة رموز النظام السابق الفارين خارج تونس. جاء تحذير?? ??راضية النصراوي رئيسة منظمة مناهضة التعذيب بعد ان أعلن محامون يوم الاثنين وفاة رجل اسمه عبد الرؤوف الخماسي بعد تعذيب بيد قوات امن. وهذه اول حالة وفاة تعلن بعد الثورة التي اطاحت بالديكتاتور السابق للبلاد زين العابدين بن علي الذي استعمل التعذيب ضمن خطط لتركيع خصومه السياسيين. وقالت النصراوي لرويترز في مقابلة "بعد الثورة لم يتوقف التعذيب في السجون ومراكز الشرطة.. بل اصبح ظاهرة مستفحلة وهو امر محزن في تونس بعد الثورة." واضافت "احصينا عشرات من حالات التعذيب في السجون..التعذيب وسوء المعاملة شمل رجالا ونساء واطفالا وكبارا". وراضية النصراوي هي محامية وناشطة حقوقية أسست المنظمة في عام 2003 وهي احلك فترات قمع نظام بن علي السابق وكانت من اوائل من فضحوا ممارسات التعذيب في سجون النظام السابق. ونتيجة لذلك عانت من الملاحقة البوليسية والضرب وسرقة بيتها ومكتبها. ومنعت من السفر عدة مرات. وظلت هواتفها مراقبة طيلة سنوات مثل أغلب النشطاء في تونس. وقالت النصراوي وفي يديها صور لشبان قالت انهم تعرضوا للتعذيب ان من بين اساليب التعذيب الضرب بالعصي واللكم والسحل مضيفة ان رجال الامن اصبحوا يشعرون بالحماية رغم كل الافعال. واضافت انها حزينة لانها توقعت ان هذه الممارسات ستتقلص بعد الثورة التي جاءت ضد القمع والتعذيب. ومضت تقول "من الغريب ان بعض الاسلاميين عانوا التعذيب ولكن اليوم لا يبدون ارادة سياسية كافية لوقف هذه الممارسات." وعانى العديد من الوزراء في الحكومة الاسلامية من التعذيب في السجون خلال فترة حكم الرئيس السابق. ومات عشرات الاسلاميين تحت التعذيب في تلك الفترة. لكن النصراوي حذرت من ان استمرار التعذيب في تونس بعد الثورة "قد يعرقل محاولات ترحيل المسؤولين في النظام السابق..هذه الممارسات تجعل المخاوف من استعادة رموز النظام السابق مبررة". وقالت وزارة الداخلية يوم الاثنين انها اوقفت اربعة أعوان أمن بعد وفاة رجل اثر تعذيبه. وهذه اول مرة يتم ايقاف رجال شرطة بشأن مزاعم بالتعذيب. وقالت النصرواي ان التعذيب شمل سياسيين ونقابيين ومرتكبي جرائم حق عام ايضا. وذكرت اسماء مريم منور رئيسة "الحزب التونسي" و نبيل العرعاري ومحمد علي ذويب من "حزب العمال". وذكرت ان رجال امن اغتصبوا فتاة الاسبوع الماضي في الشارع. وقالت وزارة الداخلية انها تحقق في الموضوع. وقالت رئيسة منظمة مناهضة التعذيب ايضا ان بعض السجناء من النظام السابق يتعرضون لسوء معاملة ايضا مضيفة. وحذرت من وجود رغبة للتشفي والانتقام لدى بعض مسؤولي الحكومة الحالية وهو ما قالت انه "امر غير مقبول". وقالت النصرواي التي رشحها الرئيس المنصف المرزوقي لتمثيل تونس في اللجنة الفرعية لمناهضة التعذيب في الاممالمتحدة انه يتعين ان يحصل كل السجناء بمن فيهم المسؤولون السابقون على معاملة انسانية لائقة. تغطية صحفية للنشرة العربية طارق عمارة من تونس - تحرير عماد عمر