استهدف هجوم انتحاري مجددا مدينة اسطنبول الثلاثاء لم تعلن اي جهة مسؤوليته عنه وادى الى مقتل شرطي على الاقل واصابة عدة اشخاص بجروح خطرة في خضم تكثيف المعارك بين الجيش التركي والمتمردين الاكراد الانفصاليين. وصرح قائد شرطة اسطنبول حسين تشابكن ان الانتحاري "رجل في ال25 من العمر" فجر العبوة التي كان يحملها بعيد 11,00 (08,00 ت غ) بعد القائه قنابل يدوية على شرطيين يقومون بحراسة مركز الشرطة في حي سلطان غازي الشعبي الذي يعتبر معقلا للانفصاليين الاكراد واليسار المتطرف. وقتل شرطي كان في مدخل المجمع الواقع في ضواحي الشطر الاوروبي لكبرى المدن التركية فيما اصيب اربعة شرطيين وثلاثة مدنيين على ما اكد تشابكن للصحافيين في مكان الهجوم. غير انه رفض ردا على اسئلة الصحافيين القاء مسؤولية العملية على انفصاليي حزب العمال الكردستاني. وروى التاجر المجاور ظافر الدوغان لفرانس برس "كنت جالسا هنا داخل متجري عند وقوع انفجار عنيف جدا. مركز الشرطة في المقابل، وخرج منه دخان كثيف". وتابع "تطايرت اشلاء جثث الى هنا". وقالت ميرال يلدز التي تقيم قرب مركز الشرطة "دخلت الى حديقة المركز لكن احد الشرطيين دفعني خارجا قائلا +هناك ايضا انتحاري مع عبوة لم تنفجر+". وتابعت تقول "وشاهدته مستلقيا هناك، فاقدا ساقيه (...) كان رجلا حليق الرأس بين 30 و35 من العمر". ولم تتبن اي جهة الهجوم، لكنه ياتي على خلفية تكثيف المعارك منذ بداية الصيف بين قوى الامن ومتمردي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق الاناضول حيث الاكثرية من الاكراد. في اطار هذا التصعيد، بدأ الاف الجنود الاتراك في الاسبوع الفائت هجوما على مناطق جبلية في محافظة شرناك المتاخمة للعراق بدعم من طائرات اف16، واستهدفت غارات الطيران التركي في الايام الاخيرة مواقع كردية في الاراضي العراقية. واكدت قيادة الاركان التركية الاثنين ان 25 متمردا كرديا قتلوا في الغارات فيما ذكر تلفزيون ان تي في حصيلة من مصادر عسكرية تركية بلغت 461 قتيلا على الاقل من بينهم 88 جنديا في المعارك منذ بداية العام. في السنوات الاخيرة عمد الحزب تكرارا الى شن هجمات انتحارية في كبرى المدن التركية. فقد ادى هجوم بعبوة امام مركز للشرطة في غازي عنتاب (جنوب شرق) في الشهر الفائت الى مقتل عشرة اشخاص من بينهم اطفال. واتهمت السلطات حزب العمال الكردستاني الذي نفى مسؤوليته. في ايار/مايو قتل شرطي وعنصران من حزب العمال الكردستاني في تفجير استهدف مركز الشرطة في مدينة قيصري في وسط تركيا. وفي تشرين الاول/اكتوبر 2011 استهدف هجوم انتحاري نفذته امرأة مقر حزب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، حزب العدالة والتنمية في بينغول (شرق). وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2010 ادت عملية انتحارية في ساحة تقسيم في قلب اسطنبول الى اصابة 32 شخصا بجروح. واشار مسؤولون اتراك مؤخرا الى دور سوريا في عمليات حزب العمال الكردستاني معتبرين ان النظام السوري برئاسة بشار الاسد يقدم مساعدات للانفصاليين الاكراد ردا على المساعدة التي تؤكد دمشق ان انقرة تقدمها الى المعارضة المسلحة في سوريا. وتعتبر تركيا وغيرها من الدول حزب العمال الكردستاني تنظيما ارهابيا. وبدأ الحزب هجماته العام 1984 في جنوب شرق تركيا في نزاع اسفر حتى اليوم عن مقتل 45 الف شخص.