اعلن مسؤولون باكستانيون انه تم السبت اخلاء سبيل الفتاة المسيحية التي اتهمت بتدنيس القران بكفالة بعد اكثر من ثلاثة اسابيع في السجن، في قضية اثارت غضبا عالميا. وكانت ريمشا مسيح اعتقلت في 16 اب/اغسطس بتهمة احراق اوراق عليها آيات من القرآن، الا انه تم الافراج عنها من سجنها في روالبندي بعد ان قبلت المحكمة الجمعة اخلاء سبيلها بكفالة. وصرح وزير الوئام الوطني الباكستاني بول باتي لوكالة فرانس برس ان ريمشا نقلت جوا بمروحية لتنضم الى عائلتها. وقال الوزير المكلف العلاقات بين الاغلبية المسلمة والاقليات ان ريمشا "غادرت السجن ونقلت بالمروحية الى مكان آمن، وكان افراد عائلتها في استقبالها". وعرضت قنوات التلفزيون الباكستانية الخاصة صورا للفتاة وهي ترتدي قميصا تقليديا اخضر وبنطالا اخضر غامقا وهي تخرج من عربة مصفحة وتجلس في المروحية. واكد محاميها طاهر نافيد شودري الافراج عنها بعد ان قدم كفيلان ضمانات بمثول الفتاة امام المحكمة مرة اخرى عندما تامر المحكمة بذلك. وقال قاض في محكمة في اسلام اباد الجمعة ان مبلغ الكفالة حدد بمليون روبية (حوالى 8300 يورو)، مشيرا الى ان "الكفالة ستدفع على دفعتين تبلغ كل منهما 500 الف روبية". وكانت الدعوات الى اطلاق سراح هذه الفتاة الباكستانية تزايدت بعد توقيف رجل الدين حافظ محمد خالد شيشتي السبت لتزويره وثائق تدينها. وتبلغ ريمشا ال14 من العمر بحسب الاطباء الذين عاينوها وهي امية واودعت السجن بعدما اتهمها جيران لها بانها احرقت صفحات عليها آيات قرآنية في حي مهر أباد الفقير في ضواحي اسلام اباد، وهي تهمة يعاقب عليها القانون الباكستاني. ويلحظ القانون الخاص بالاساءة الى الاسلام الاعدام لمن تثبت عليه تهمة اهانة النبي محمد والسجن المؤبد لمن يحرق اوراقا عليها آيات من القرآن. والافراج عن الفتاة لا يعني نهاية القضية، فعلى القضاء ان يقرر ما اذا كانت بريئة ام مذنبة بعد انتهاء التحقيق الذي تجريه الشرطة. ورحبت العديد من المنظمات الحقوقية بالافراج عنها وحضت باكستان على اعادة النظر في قانون الاساءة الى الاسلام، مبدية قلقها على سلامة مسيحيي اسلام اباد. وقالت منظمة العفو الدولية "رغم الافراج عنها بكفالة وحتى لو تمت تبرئتها، فان ريمشا وعائلتها والجماعة المسيحية في اسلام اباد يواجهون اخطارا جدية"، مذكرة بجرائم القتل التي استهدفت شخصيات اتهمت بالاساءة الى الاسلام او انتقدت القانون المذكور. واضافة الى الفاتيكان وفرنسا والولايات المتحدة، حظيت ريمشا بتاييد مجلس العلماء المسلمين في باكستان في سابقة يشهدها هذا البلد وفق منظمات مسيحية. وقال رئيس مجلس العلماء في باكستان طاهر اشرفي لفرانس برس السبت ان الافراج عن ريمشا بكفالة "يشكل انتصارا للقضاء"، مضيفا "على الحكومة ان تضمن سلامة ريمشا وعائلتها. واذا لم تقم بذلك فنحن مستعدون لتأمين هذا الامر".