ستوكهولم (رويترز) - قال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري جماعة المعارضة الرئيسية في البلاد إن المجلس سيتوسع ليضم مزيدا من الجماعات التي تقاتل الرئيس بشار الأسد في إطار عملية إعادة تنظيم تهدف لجعله أكثر تمثيلا وتأثيرا. وقال سيدا إن التغييرات ستشمل زيادة عدد النشطاء الذين سينتخبون من يخلفه. وجاءت تعليقات سيدا ردا على انتقادات وجهتها المعارضة البارزة بسمة قضماني التي استقالت من المجلس يوم الثلاثاء قائلة إن المجلس منقسم وغير قادر على مواجهة تحدي توحيد المعارضة. وقال سيدا لرويترز في مقابلة خلال اجتماع لقيادة المجلس في ستوكهولم "أحيانا لا تسير الأمور كما يريد المرء.. لكننا نحاول تحسين الوضع من خلال إعادة هيكلة المجلس الوطني." واضاف "سيكون أكبر وسيزيد عدد الجماعات (التي تنضوي تحت لوائه) ... سيكون أكثر تمثيلا." وتحرص الدول الغربية والعربية التي دعت الأسد للتنحي على تحسين التعاون بين من يحاولون الاطاحة به بما فيهم المجلس الوطني السوري الذي يتخذ من اسطنبول مقرا. وتنشب خلافات أحيانا بين جماعات المعارضة السياسية داخل المجلس الوطني السوري وأغلبها في المنفى ولم تتفق دائما مع المقاتلين المعارضين داخل سوريا مثل الجيش السوري الحر الذي يقوده ضباط منشقون عن الجيش. وتضم المعارضة للأسد الأغلبية العرب والأقلية الأكراد والأغلبية السنية وأفراد من طوائف الأقليات والإسلاميين والعلمانيين وسياسيين في المنفى وآخرين بقوا في سوريا أو عادوا إليها من أجل القتال. وقالت بسمة قضماني التي كانت ترأس مكتب الشؤون الخارجية بالمجلس قبل استقالتها في مقابلة مع رويترز "كان شعوري هو أن المجلس الوطني السوري لم يكن قادرا على مواجهة التحديات المتزايدة على الأرض ولم يكن قادرا على الأداء بالشكل الذي كنت أرغب فيه." واضافت "الجماعات داخل المجلس لم تتصرف جميعا ككيان واحد في دعم مشروع وطني واحد. بعضها اهتم بشكل أكثر من اللازم بجداول أعمال حزبية واهتم البعض أحيانا بجداول أعمال شخصية. أدى هذا إلى ضعف شديد في التواصل عن قرب مع الجماعات على الأرض وتقديم الدعم اللازم بكل أشكاله." وقال سيدا الذي سيسافر قريبا لمدريد لاجراء محادثات مع وزير الخارجية خوسيه مانويل جارسيا مارجالو وبعد ذلك إلى برلين لحضور مؤتمر إن المجلس الوطني سيختار زعيمه القادم من خلال تصويت يشمل جمعيته العامة بالكامل بدلا من تعيينه من خلال أعضاء الأمانة العامة فقط. واضاف سيدا وهو استاذ كردي سوري يعيش في السويد منذ 18 عاما "لسنا سلبيين.. نعمل طوال الوقت. المشكلة هي انه لا يمكن للمرأ أن ينجح في عمل كل شيء." ويقود سيدا المجلس لثلاثة اشهر ولن يسعى لفترة أخرى. وقال "نتحاور مع جماعات شتى على الأرض .. مع الجيش وجماعات شبابية وجماعات أخرى بالمعارضة." وقال سيدا إن المجلس الوطني يؤيد سوريا ديمقراطية علمانية تحترم فيها حقوق الأقليات تتمتع فيها السلطات المحلية بصلاحيات بعيدا عن المركز في دمشق. واضاف أن هذا الهدف سيتحقق بتشكيل حكومة انتقالية يلعب فيها المجلس الوطني دورا. وتوقع سيدا سقوط الأسد خلال بضعة شهور وقال إنه ينبغي أن يحاكم في نهاية المطاف في سوريا أو في لاهاي على ما وصفها بجرائم في حق الانسانية. (إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير محمد عبد العال)