جنيف (رويترز) - قال مسؤولون كبار بالأممالمتحدة يوم الأربعاء إن مئات المدنيين ربما قتلوا على يد جماعات مسلحة متناحرة في مذابح وهجمات أخرى "وحشية" في الأجزاء الشرقية من جمهورية الكونجو الديمقراطية. وتركزت أعمال العنف في كيفو الشمالية قرب الحدود مع رواندا حيث استهدفت جماعات متحاربة قرى تعتبر مؤيدة للطرف الآخر بينما تحول انتباه الجيش الوطني إلى مكافحة حركة من المتمردين تعرف باسم (إم 23). وقال روجر ميس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون "تدهور الوضع الأمني العام في كيفو الشمالية بعد تمرد حركة إم 23 والهجمات الشرسة المتصلة بهذا ضد المدنيين مثير للقلق بشدة." ونسب تقرير للأمم المتحدة صدر في جنيف إلى ميس قوله إن موجة جديدة من عمليات القتل الممنهجة للقرويين حدثت في اوائل اغسطس آب فيما يبدو. وقالت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي إنه يجري التحقق من المزاعم بمقتل المئات غير أن التحقيقات الأولية تشير الى أن عددا كبيرا من الناس أغلبهم من النساء والأطفال قتلوا. وأضافت "شراسة جرائم القتل غير مفهومة." ورفضت حكومة الكونجو في كينشاسا هذا الشهر دعوات دول اخرى في المنطقة الى أن تتعامل قوة افريقية خالصة مع التمرد في الشرق. وتقول الكونجو إن بعض الجماعات المتمردة تحصل على دعم من دول مثل رواندا واوغندا وهو اتهام تنفيه الحكومتان. وتريد الكونجو زيادة حجم قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والبالغ قوامها 17 الف فرد. وقال مكتب بيلاي في جنيف إن بعثته في الكونجو سجلت 45 هجوما على 30 قرية في كيفو الشمالية منذ مايو ايار نفذتها جماعة تطلق على نفسها اسم القوى الديمقراطية لتحرير رواندا وأخرى تدعى رايا موتومبوكي. وتتكون جماعة القوى الديمقراطية في معظمها من أفراد من عرق الهوتو فر الكثير منهم الى الكونجو بعد هزيمة حكومة الهوتو التي ينظر اليها على نطاق واسع على أنها مسؤولة عن مقتل ما يصل الى مليون من التوتسي ومعارضين لسياسات الحكومة في رواندا عام 1994. وتقول جماعة رايا موتومبوكي - وهي مشكلة في أغلبها من التوتسي الكونجوليين لكنها مدعومة من آخرين من رواندا وفقا لحكومة الكونجو - إنها تحمي السكان المحليين بمهاجمة الهوتو الذين تعتبرهم أجانب. وتركز قوة الأممالمتحدة على حماية المدنيين لكنها اضطرت لتوجيه موارد للتعامل مع تداعيات القتال بين جيش الكونجو وجماعة (إم 23). وأسفر هذا الصراع عن نزوح نحو نصف مليون شخص منذ أدى التمرد في ابريل نيسان الى تشكيل الجماعة المتمردة التي تتهم كينشاسا بانتهاك اتفاق للسلام وقع في 2009.