شهدت مدينة طرابلس كبرى مدن شمال لبنان عصر الجمعة عمليات قنص اسفرت عن اصابة 17 شخصا، فيما توقفت فيها المعارك التي كانت تجددت فجرا بين مسلحين سنة واخرين علويين على خلفية الازمة السورية مخلفة ثلاثة قتلى بينهم شيخ سني، وفق ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس. وقال المصدر الامني ان "هدوءا حذرا يخيم الان على المدينة، لكن عمليات القنص تستمر متقطعة ما ادى الى اصابة 17 شخصا بجروح". واوضح ان "12 شخصا اصيبوا في حيي القبة وباب التبانة (السنيين) بينما اصيب خمسة اخرون في منطقة جبل محسن" العلوية. وكانت صحافية كندية وتقني من فريق عمل قناة "سكاي نيوز- العربي" اصيبا بجروح طفيفة اثناء وجودهما صباحا على المدخل الشمالي لطرابلس بالقرب من باب التبانة. واضاف المصدر انه قرابة الساعة 20,30 (17,30 ت غ) "توقف اطلاق النار وانسحب المسلحون من الجانبين". وكان مقتل الشيخ السني الشاب خالد البرادعي (28 عاما) ادى الى اشتباكات عنيفة بدأت فجرا بعد وقف اطلاق نار هش بين حي جبل محسن العلوي وحي القبة السني. وافاد مراسل فرانس برس الذي حضر مراسم تشييع الشيخ، ان المعارك التي دارت بالاسلحة الاوتوماتيكية وقاذفات الصواريخ تسببت باندلاع حرائق كبيرة في الحيين الواقعين في شرق المدينة الساحلية. واوضح مصدر امني انه بالاضافة الى الشيخ، قتل شخصان متاثرين بجروح اصيبا بها اليوم. وتابع ان المدينة شهدت ايضا اعمال عنف شملت "احراق ستة محلات في سوق طرابلس أربعة منها يملكها علويون، وواحد يملكه سني والسادس ملك لمسيحي". وبذلك، تكون حصيلة المعارك التي بدأت الاثنين 14 قتيلا و110 جرحى. وقد اندلعت بين مجموعات علوية من جبل محسن مناصرة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد واخرى سنية مناهضة له في حي باب التبانة السني القريب من حي القبة. وكانت هاتان المنطقتان مسرحا خلال الحرب الاهلية في لبنان (1975-1990) لمعارك طاحنة. وشهدت خلال السنوات الماضية جولات عنف متكررة، لا سيما منذ اندلاع الاضطرابات في سوريا قبل 17 شهرا. وفي سياق انعكاسات الازمة السورية على الداخل اللبناني، خطف الجمعة في منطقة البقاع الشمالي شرق لبنان المواطن السوري عطا علوش البالغ 32 عاما. وافاد احد افراد عائلة علوش مراسل فرانس برس في المنطقة ان "خمسة مسلحين يستقلون سيارة رباعية الدفع قاموا بخطفه الى جهة مجهولة". ولفت الى ان علوش "خطف من خيمته في سهل ايعات غرب بعلبك حيث يعمل في الزراعة"، مشيرا الى انه "اعتاد زيارة لبنان في المواسم الزراعية للعمل". واعلن الاسبوع الماضي عن خطف عشرات السوريين وتركيين اثنين في مناطق مختلفة من لبنان ردا على خطف مواطن لبناني شيعي في دمشق على يد مجموعة قدمت نفسها على انها تنتمي الى الجيش السوري الحر وعلى احتجاز احد عشر لبنانيا آخرين منذ ايار/مايو في سوريا على يد مجموعة اخرى. واتهم المجلس الوطني السوري المعارض الثلاثاء "جهات امنية وحزبية" بخطف واعتقال سوريين وانتقد صمت السلطات اللبنانية ازاء هذه الحملة "المخالفة لحقوق الانسان". وحذر مسؤولون لبنانيون في مقدمهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من امتداد النزاع السوري الى لبنان. كذلك حذرت فرنسا من انتقال النزاع السوري الى الاراضي اللبنانية فيما اعربت وزارة الخارجية الاميركية عن "قلقها الشديد حيال اعمال العنف" في لبنان وتخوفها من انتشار النزاع انطلاقا من سوريا. ودعت الاممالمتحدة الاسرة الدولية الى تقديم مزيد من الدعم للبنان في مواجهة مخاطر زعزعة استقراره.