تجددت الاشتباكات الخميس في دمشق وتواصلت في احياء مدينة حلب بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية، في وقت يصعد الغرب ضغوطه من اجل اسقاط النظام السوري مجددا تحذير هذا النظام من استخدام الاسلحة الكيمائية. في لبنان المجاور، اوقعت اشتباكات بين سنة وعلويين على خلفية الازمة السورية عشرة قتلى وحوالى مئة جريح، وسط مخاوف دولية على الاستقرار اللبناني. في دمشق، تدور اشتباكات في حي الحجر الاسود (جنوب) بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار ايضا الى قصف على الحي وحي العسالي المجاور. وقال المرصد ان مقاتلين معارضين هاجموا حاجزا للقوات النظامية في حي القدم (جنوب) على طريق دمشق درعا، وقتلوا وجرحوا ما لا يقل عن عشرة عناصر من القوات النظامية. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان حي دمر في جنوب غرب دمشق يتعرض "للقصف بالمدفعية الثقيلة من الدريج وجبل قاسيون". وتستمر حملة المداهمات والاعتقالات في حي كفرسوسة (جنوب غرب) حيث قتل الاربعاء 25 شخصا، بحسب المرصد. واظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الانترنت جثث خمسة شبان محملة في شاحنة صغيرة في حي التضامن الدمشقي (جنوب). وقال ناشطون انه تم العثور عليها صباح اليوم، مشيرين الى ان هؤلاء اعدموا على يد القوات النظامية. وعثر في حي القابون الاربعاء على عشرات الجثث مصابة بطلقات نارية. كما تستمر العمليات العسكرية في بلدتي داريا ومعضمية الشام قرب دمشق حيث عثر الثلاثاء على 42 جثة قال المرصد ان بعضهم اعدم ميدانيا. وخلال تشييعهم، تعرض موكب التشييع لقصف من القوات النظامية تسبب بمقتل عدد آخر من الاشخاص. ووصف المجلس الوطني السوري المعارض ما حصل ب"المذبحة" و"الجريمة الوحشية"، مطالبا بلجنة تحقيق دولية في الحادث. في مدينة حلب (شمال)، ذكر المرصد ان احياء سليمان الحلبي القريب من الوسط والشعار والصاخور وطريق الباب (شرق) وبستان القصر وسيف الدولة (غرب) بالاضافة الى مناطق في حي صلاح الدين وحي الزبدية (جنوب غرب) تتعرض للقصف من قبل القوات النظامية. ويترافق القصف مع اشتباكات في مجمل هذه الاحياء، بالاضافة الى اطراف حي الحمدانية (غرب). وحصدت اعمال العنف في سوريا الاربعاء 162 قتيلا هم 102 من المدنيين، بالاضافة الى 24 مقاتلا معارضا وما لا يقل عن 36 من عناصر القوات النظامية. وفي لبنان، قتل الخميس شخص وجرح سبعة آخرون في اشتباكات بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية وجبل محسن ذات الغالبية العلوية، في خرق لوقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ عصر الاربعاء، قبل ان يعود الهدوء الحذر ليخيم على المدينة. ودعا مساعد الامين العام للامم المتحدة جيفري فيلتمان الاربعاء الى تقديم مزيد من الدعم الدولي لحماية لبنان من تداعيات النزاع في سوريا. وقال ان الاشتباكات الدموية التي يشهدها لبنان بين انصار نظام الرئيس بشار الاسد ومعارضيه سلطت الضوء على ضرورة القيام بتحرك دولي، كون الوضع "اصبح اكثر خطورة". كما اعربت فرنسا عن قلقها ازاء المواجهات الدامية في شمال لبنان، محذرة من تصدير النزاع السوري الى الاراضي اللبنانية. في واشنطن، اعلن وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الاربعاء ان حاملة الطائرات "يو اس اس جون ستينيس" ومجموعتها الضاربة ستنطلق قريبا الى الشرق الاوسط قبل اربعة اشهر من الموعد المقرر لرحلتها، موضحا ان ذلك ياتي في اطار استعداد واشنطن "لتهديدات" من ايران وللاضطرابات في سوريا. وحذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء من انهما سيضطران للنظر في مسار جديد للتحرك في حال هددت سوريا باستخدام اسلحة كيميائية ضد المقاتلين المعارضين لها. واتفق كاميرون واوباما في اتصال هاتفي على ان "استخدام -- او حتى التهديد -- باستخدام اسلحة كيميائية غير مقبول اطلاقا وسيرغمهما على اعادة النظر في مقاربتهما المعتمدة حتى الان" كما جاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني. وكان اوباما اعلن الاثنين ان موضوع استخدام هذه الاسلحة يشكل "خطا احمر" بالنسبة الى الادارة الاميركية. واكد اوباما وكاميرون "الحاجة الى وجود معارضة ذات صدقية"، معربين عن املهما في ان تظهر المعارضة وحدة حقيقية حول الاهداف التي تسعى اليها وتجانس في عملها بهدف (انجاز) مرحلة انتقالية". وكانت الازمة السورية ايضا محور اتصال هاتفي بين كاميرون والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. وشدد الجانبان الفرنسي والانكليزي على "ضرورة تشجيع القادة الدوليين الاخرين على مواصلة الضغط الدولي" على النظام السوري. وفي بكين، اعلنت وزارة الخارجية الصينية ان بلادها ستقدم مساعدة انسانية بقيمة 30 مليون يوان (3,7 مليون يورو) للاجئين السوريين في الاردن ولبنان.